اجتماعية مقالات الكتاب

خيوط الشمس

أستعير عنوان هذا المقال، لمسلسل بنفس المُسمَّى، ضمن البرامج المشتركة، بين إذاعتي الرياض وصوت العرب، سبق إذاعته قبل خمس سنوات، بإحدى الدورات الإذاعية، حقق نجاحا كبيرا، ومتابعة من المستمع العربي المُوَلَّع بمثل هذه الأعمال الناجحة، كما حاز على إعجاب النُّقاد والأدَبَاء والإعلاميين؛ كونه من الأعمال الإذاعية، التي بلغت ذروتها، من حيث النَّص الدرامي، وفريق التمثيل من كبار الفنانين من المملكة، ومن أشهر كوادر الفن، من الأشقاء المصريين، الذين كان لهم قصب السبق في التمثيل، لهذا اكتسب العمل أهميته، من حيث الإخراج، ومهارة فريق التصوير من وراء الكاميرات، وكلمات المقدمة الغنائية، بصوت وألحان الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق، ويسمح لي بقية فريق العمل، لعدم ذكر جميع الأسماء.

كانت هذه المقدمة ملخصا لحديث صحفي، مع الدكتورة لمياء محمود، سبق نشره بهذه الجريدة، وحديث آخر لم أفرغ بعد، من إعداده للنشر، تضمن العديد من المواقف الطريفة والتجارب المفيدة، وهي تستعد لمغادرة مبنى ماسبيرو، بعد تقاعدها بعد مضي ما يقارب الثمانية والثلاثين عاما، قضتها بين استوديوهات إذاعة صوت العرب، من ضمنها ثلاثة عشر عاما، تسنَّمت فيها منصب الرئيس الرابع عشر، لشبكة إذاعة صوت العرب، تكللت بالنجاح والمودة، التي جمعتها بزميلاتها وزملائها في العمل، وطيف من الألفة الرائعة، منذ تخرجها من كلية الإعلام، في جامعة القاهرة، بقسم الإذاعة والتلفزيون، ومشاركاتها في العديد من المؤتمرات، لاتحاد الإذاعات العربية، في المملكة ودول الخليج، وعدد من الدول العربية بالشمال الأفريقي.

كانت بداية برامج إذاعة صوت العرب، منذ سبعة عقود زمنية، بنصف ساعة بث على الهواء، حتى اكتمال خريطة برامجها الإذاعية، على مدار الساعة، في قفزة تنموية نوعية، واكبت تطلعات المواطن العربي، من الخليج إلى المحيط، ومن لبنان إلى الجنوب العربي، في تتابع مُذهل جمعت بين الانكسارات والانتصارات في آنٍ واحد، للتَّحرُّر من هيمنة الاستعمار، في ستينات القرن الماضي ، واستئثاره بثروات الأرض العربية، وكبح جماح الشباب العربي، حين رضخ مُجبرًا لقوى الاستعمار، لتلك السنوات الغابرة، من عمر التَّاريخ، ليعيش الوطن العربي، فترة الهوان وفقدان الكرامة، لهذا رسَّخت إذاعة صوت العرب، برامجها لإعادة الثقة لدى الإنسان العربي، وتوجيهه معنويا وفكريا، لاستعادة ثقته وأمجاد أمته، ولعل الدكتورة لمياء محمود، لم تنس الذكريات التي جمعتها بكبار قيادات العمل الإذاعي، ورجال الإعلام السعوديين، والزيارات المتتالية، التي مكَّنتها من التَّمَتُّع برُؤية تطور المملكة، وزيارة الحرمين الشريفين، في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، مُتَمَنِّيًا لها العُمر المديد، والحياة الأسرية السعيدة.

abumutazzz@gmail.com‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *