اجتماعية مقالات الكتاب

قوة الكلمة

إن لكل شيء في هذا الكون طاقة، وتختلف الطاقات وتتنوع حسب ماهية الأشياء، وهذا ليس في الكون- فحسب- بل في أنفسنا أيضا؛ إذ إننا نمتلك كونًا من الطاقات المتنوعة في داخلنا؛ طاقة إبداع وتفكير وقوة عقل وإرادة، وعزيمة. وكذلك سلوكياتنا لها طاقة، والطاقة لها دافع، والدافع ينبع من داخلنا ومما لا شك فيه أن الكون تكون بكلمة والإنسان كلمة، وحياة الفرد تقوم على الكلمة؛ إذ إن الكلمة لها قوتها وتأثيرها الخارق في بناء الإنسان ومواصلة نموه وأيضا قد تكون كلمة هي السبب في تدمير حياة فرد وجعله يائسًا محبطًا يعيش حياة لا ملامح للحياة فيها، إذ إن للكلمات سحرا عجيبا ومفعولا واضحا وأثرا عميقا؛ حيث إن لها قوة عظيمة.
والبعض منا قد يدمر نفسه بنفسه دون أن يدرك.

إذ إنه يظل يرسل إلى عقله الباطن كلمات. إذ يقول لذاته إنه فاشل وليس لديه أهداف ولا يملك الوقت لتنفيذ أي أمر ولا أحد يكترث لأمرك والكثير من الكلمات المدمرة تستقر في عقله الباطن، و إذا حاول أن يبدأ من جديد يمنعه عقله؛ لأنه متشبع بهذه الأفكار. والبعض الآخر يسير في جوانب حياته ويلقي كلمات مدمرة لهذا وهذا، وقد يتسبب بعطب في حياة أحدهم ويحد من نجاحاته بسبب كلمة قالها ويوقف حلم آخر بسبب كلمة أيضًا وقد تحدث الكلمات كوارث عظيمة في حياة الآخرين في محيطه الداخلي والخارجي، ويصبح مؤثرًا سلبيًا على الجميع؛ ولذلك في جميع المجتمعات الناس يعتزلون مثل هؤلاء الأشخاص.

علينا أن نراقب أنفسنا ونعي ما نقوله، ومراقبة ما نقوله للآخرين، فلا نكون سببا في تدمير ذواتنا أو تدمير الآخرين؛ لأننا أفراد من مجتمع واحد فعلينا أن نسعى لديمومة فعاليتنا، و أن نصبح محرضين على النجاح وحريصين على كل فرد قبل أنفسنا ومراجعة ذواتنا والنظر إلى من أصبح حاله يائسا، دون أن نقول إننا لا نستطيع أن نقدم الدعم لأن الدعم قد يكون كلمة.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *