اجتماعية مقالات الكتاب

النحوي المظلوم الخليل بن أحمد

الخليل بن أحمد الفراهيدي التميمي الأزدي، عبقري العرب يعد من الصحابة، كما قيل في وصفه وأن أباه أحمد هو أول من اسمه أحمد بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وكان مُغرماً بعلم العربية وبالذات علم النحو، الذي تبحر فيه وكان له قياس ومسائل اجتهادية فيه. وألف أول معجم عربي اسمه معجم العين، ولم يكمله، ولكن بعض تلاميذه أكمله وهو النضر بن شميل.

أما علم الحديث فقد أخذه عن التابعي الجليل سليمان السخياني وعن عاصم الأحزل كذلك أما العربية والنحو فقد تلقاهما عن أئمة اللغة كأبي عمرو ابن العلاء وعيسى بن عمر وهما من أقدم العلماء والرواة في علوم اللغة العربية وآدابها.

قال الراوي: كان الخليل يعيش في خُص بالبصرة لا يقدر على فلسين وتلاميذه يأخذون من كتبه الأموال.
كان – رحمه الله – من العلماء الزهاد الورعين المنقطعين للعلم والعبادة. متورعاً لا يطمع في مال أو مادة وجَّه إليه السلطان سليمان بن علي من الأهواز يلتمس منه تأديب أولاده، فأخرج الخليل إلى رسول سليمان خبزاً يابساً، وقال: ما عندي غيره، وما دمت أجده فلا حاجة لي في سليمان، فقال الرسول: فبماذا أبلغه عنك فأنشأ يقول:

أبلغ سليمان أني عنك في سعة
وفي غنى غير أني لست ذا مال
شَحي بنفسي أن لا أرى أحداً
يموت غزلاً ولا يبقى على حال

 

وكان خيَّراً متواضعاً ، وكان يحج سنة ويغزو سنة. ومن كلامه ثلاثة تنسي المصائب مر الليالي والمرأة الحسناء، ومحادثة الرجال. وهو اول من جمع حروف المعجم في بيت واحد وهو:
صِفْ خلقَ خوَدْ كمثل الشمس إذ بزغت
يُحظى الضجيع بها نجلاء معطارُ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *