يمكن لأي شخص أن يتعرض لصدمة في أي وقت؛ يمكن أن تكون الصدمة ناتجة عن الطبيعة أو البشر أو عن النفس؛ يتحمل الناس الكثير عندما يتعرضون للصدمة وقدرتهم على التعامل معها يمكن أن تحدد مستوى تأثير الصدمة على المدى الطويل؛
الأطفال معرضون بشكل لا يصدق للصدمات لأن عقولهم ومهارات التأقلم لا تزال تتطور لديهم؛ فهم غالبًا ما يصارعون الآثار طويلة المدى للصدمات غير المنضبطة؛ في حين أن صدمات الطفولة قد تختلف من حيث الانتشار عبر المناطق؛ إلا أنها يمكن أن تعطل النمو المعرفي والاجتماعي والعاطفي للأطفال بشكل دائم؛ تشير صدمة الطفولة إلى نشاط أو أنشطة تجعل الرضيع يشعر بأنه تقطعت به السبل وغير قادر على التعامل مع الموقف؛ وتعتمد آثار صدمات الطفولة على تجارب الفرد السابقة وسماته وكذلك عمره؛ فتؤثر الصدمة على عقل الطفل وروحه وجسده كما تتأثر علاقته بالآخرين مما يؤثر على جوانب مختلفة من نموه؛ عندما يكون الأطفال تحت الصدمة فإنهم يظهرون تغيرات متعددة في صحتهم الجسدية مثل المرض المنتظم وضعف جهاز المناعة ويؤثر المرض الروتيني خاصةً بسبب ضعف جهاز المناعة على التطور المعرفي حيث يعاني الأطفال من مستويات عالية من الصدمات التي تؤثر على دماغهم بطرق مختلفة.
إن التجارب المؤلمة التي يمر بها الأطفال في سن مبكرة تعيق نموهم الاجتماعي من خلال إملاء سلوكياتهم وعواطفهم من حيث الجوهر؛ فإن الأطفال الذين يتعرضون لصدمة أو سوء معاملة في المنزل يظهرون دائمًا سلوكيات غريبة قد تؤثر سلبًا على علاقاتهم الاجتماعية وتطورهم العاطفي؛ لا شك أن المراحل المعرفية والاجتماعية والنفسية للتطور مترابطة لذلك فإن التدخل في أحدهم سيؤخر الباقي؛ صدمة الطفولة يمكن أن يكون لها آثار إيجابية أو سلبية على التطور المعرفي في مرحلة الطفولة؛ فالترتيب الهيكلي للدماغ من الطفولة المبكرة يشكل ويعرف الفرد ويصور الأطفال البيئة التي نشأوا فيها؛ عندما تتميز تلك البيئة بالفوضى وعدم القدرة على التنبؤ والتهديد والصدمة والخوف فإن الدماغ سيظهر ذلك من خلال تغيير تطور النظم العصبية المشاركة في الخوف والاستجابة للتوتر.
Nevenabbass@