اجتماعية مقالات الكتاب

قراءة في رائعة شكسبير

إن القول بأن هاملت لا يحمل أي تشابه أو صلة بحياة الناس اليومية سيكون بيانًا غير مطّلع؛ فبعد مزيد من الفحص يصبح الحدس في مجتمعنا الذي يوفره هاملت واضحًا تمامًا؛ على سبيل المثال العديد من الموضوعات والزخارف الموجودة في هاملت لشكسبير قضايا موازية ذات صلة بمجتمعنا الحالي مثل الانتقام والخداع والصحة العقلية وما إلى ذلك؛ ويبدو أن موضوع الانتقام هو الموضوع الأبرز الذى ينعكس بشكل كبير في هاملت والمجتمع الحالي؛ خلال المسرحية يستطيع القراء فهم أن الانتقام يلعب دورًا كبيرًا مما يدفع هاملت بشدة برغبة قوية في الانتقام لموت والده؛ والمشهد الخامس في الواقع جريمة قتل عندما يكشف شبح يدعى أنه روح والده وأن موته كان خطأ والقتل غير طبيعي فيشعر هاملت بالفزع عندما يخبره شبح والده أن شقيقه هو من ارتكب هذا الفعل فيمتلئ هاملت بالغضب ويقسم على الانتقام.

مجتمعنا الحالي مفتون بالانتقام ويحوله لتفسيره الخاص؛ فتصور وسائل الإعلام الانتقام باعتباره انتقامًا لطيفًا ويصبح هذا التفسير واسع النطاق داخل المجتمع؛ هناك العديد من الحالات التي يكون فيها الانتقام موضوعًا مركزيًا بالأفلام والبرامج والروايات حيث تكون الشخصية المركزية والبطولية في سعى للانتقام ويتم تصوير مفهوم الانتقام على أنه جيد؛ فيجعل الناس يعتقدون أن الانتقام يحقق وأنه الهدف النهائي والوحيد؛ يجادل هاملت هذه الأفكار الشائعة عن الانتقام بقضية أكثر واقعية عندما تنتهى حالة الانتقام فيه إلى إنجاز حلو ومر تم الحصول عليه بتكلفة كبيرة؛ حيث يصور شكسبير البطل على أنه تمثيل للبشرية أعمته شهوة الانتقام التي تؤدي به في النهاية للضلال والشر ويتم تدمير كل شيء حول هاملت مما يدل على أن الانتقام ليس حلوًا ولكنه في الواقع مدمر وسام؛ يوازي هذا مجتمعنا الحالي عندما يسعى الناس للانتقام بحثًا عن النهاية الجميلة التي يعتقدون أنهم سيحصلون عليها ولكن بدلاً من ذلك لا يسببون شيئًا سوى المزيد من الألم والأذى؛ الانتقام ليس الموضوع الوحيد الموجود بحياتنا اليومية؛ حيث يلعب الخداع أيضًا دورًا كبيرًا ففي هاملت كل شخصية تتأثر بالخداع بطريقة تشبه المجتمع الحديث.
Nevenabbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *