اجتماعية مقالات الكتاب

إعلان وظيفي

وسط الزخم الهائل من المواقع الالكترونية والإعلانات الوظيفية التي تهطل كل يوم بشيء من المبالغة في الخيارات الانتقائية واختيار الكفاءات والخبرات العملية وابتكار أساليب الحصول على موظفين أصحاب أفكار غير تقليدية وطموحات خيالية وإنجازات عالمية.

فوق كل تلك الشروط يأتي الإعلان عن الوظيفة عن بعد . والمعلن محتال التقديم عن طريق إرسال السيرة الذاتية عبر الواتس اب على رقم الجوال الموضح في الإعلان ويبدأ الاحتيال والمتاجرة بجهود الباحث عن العمل والنصب عليه في عدم اعطاء الأجر ويكون الحظر هو أخر المطاف .

الاعلان الوظيفي الوهمي وكأنهم يبيعون السمك في الماء دون عقد أو حتى تعريف بمسمى الشركة والسعي وراء حاجة الأشخاص إلى العمل وحصولهم على أهدافهم عبر هذه الاعلانات وتمرير ما يريدون نشره بحجة التجربة والتدريب على رأس العمل .

والسؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول عن ردع أصحاب الاعلان عن الوظائف الوهمية؟ وكيف يحصل ذلك بالرغم من أن أرقام الجوال محلية ونعلم جيداً بأن عملية بيع خطوط الهاتف أصبحت مرتبطة بالبصمة بمعنى أنه لا يمكن أن يكون هناك رقم بدون هوية صاحبه .

إذاً في حال وقع أحد الباحثين عن العمل في هذا الفخ يستطيع الابلاغ عن الرقم الذي تواصل معه من أجل الوظيفة . وبالتالي تتمكن الجهات المختصة من تحديد هويته ولكن بعد ذلك كيف نستطيع معرفة أنه تم معاقبته حتى لا يقع الأخرون في دوامة احتياله . ويعود الحق لأصحابه.

إننا لسنا بصدد الحديث عن كثرة أساليب النصب والاحتيال في الوقت الراهن . بقدر ما نتحدث عن العقوبة الرادعة والتشهير بالمذنب حتى يكون عبرة . فالعزف على وتر الحاجة إلى العمل واستغلال الظروف في الوصول إلى غايات شخصية دون مخافة الله ذنب عظيم

أنا شخصياً خضت التجربة بتصفح أحد مواقع الإعلانات عن وظائف ولفت انتباهي إعلان وظيفي (مطلوب موظفين عمل من المنزل)، تواصلت مع الرقم عبر محادثات الواتس وتم التعريف بطبيعة العمل وهو نشر بعض الاعلانات للخدمات المقدمة من قبل مكتب الخدمات العامة صاحب الاعلان . وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أن يكون المقابل كل أسبوع 800 ريال . وبالفعل تم نشر 4 اعلانات خلال الأسبوع إلى أن وصلنا إلى نهايته وعند المطالبة بالمبلغ المتفق عليه تم الحظر.

تم التبليغ عن الرقم والموقع الذي تم فيه الاعلان منذ أكثر من شهر ولا أعلم ما الذي حل به. هل مازال طليقا يُحلق في المواقع المختلفة بالإعلانات الوهمية أم تمت عقوبته وأصبح عبرة لكل من تسول له نفسه الاحتيال والتلاعب بالناس. أم أن مسيرة النصب في بدايتها وتكتمل بمسلسل له عدة مواسم؟.

tsfhsa@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *