اجتماعية مقالات الكتاب

المعاناة الذهنية

يُعد العذاب الذهني من اقوى واشد انواع المعاناة التي يصاب بها الفرد لأنه يجعله حائرا وحبيسًا لأفكاره التي لا تكاد تغادره حائرا على الدوام فهو يعيش بأفكار تشوش عقله وتعكر صفاء روحه بل وتؤلمه وتجعله أسيرًا لأفكاره.

ان الخسارات التي يتعرض لها الفرد لها ادوار في خلق هذه المعاناة الذهنية لديه وكذلك الفشل وعدم القدرة على تحقيق النجاح والوصول الى مبتغاه وقد يصاب الفرد بالخيبة والاحباط اللذان يسهمان في حدة الشعور بالمعاناة.

كذلك رفض الالم يفاقم حجم المشكلة لدى الفرد فرفض الالم واستنكاره وعدم القدرة على تحمله او تقبله يزيد من حجم المعاناة لدى الفرد، وعلينا ان نتيقن بأننا بشر ومعرضون للخسارة والفقدان والفشل وكل هذه الاسباب ليست بالسهلة انما تأخذ منا وقتاً وجهدًا لتجاوزها.

ان الالم هو سر النجاح وتكمن ذروة لذته في النجاح الذي يضمد كل الالام التي قاسيناها لذا علينا ان نجعل من نقطة الالم البداية والانطلاقة من جديد وعلينا تعلم الدرس الاهم من رحلة الالم أياً كان مضمونها الدرس الذي سنجعله سلاحًا معينًا لخوض غمار الحياة من جديد.

ان الاستسلام للمعاناة الذهنية لهو جُرم في حق ذواتنا وعلينا التخلص من هذا الالم قبل ان يتخلص منا لأنه يحجب قدرتنا على الحلم ويسلب منا قدرتنا على مزاولة الحياة من جديد ولا ننسى بأنه هناك مقعد لنا في رحلة الحياة علينا التمسك به والاشراق من جديد.
الالم طريق النجاح والمعاناة ليست الا منعطف في طريقنا.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *