اجتماعية مقالات الكتاب

سيجما 6 .. والوصول إلى الجودة

إن مفهوم سيجما “6 Six Sigma” هو رمز في علم الإحصاء يشير إلى الانحراف المعياري مقياس ” التشتت” أي وجود ستة عناصر لخفض نسب التشتت للنهوض بالأداء والإنتاجية في المنشآت بمنهجية علمية للوصول إلى أعلى معايير الجودة وتحقيق رضا العملاء، وببساطة فإن منهجيته تجعل المنشآت قادرة على خفض نسب الأخطاء في المنتجات إلى نسب معدومة وبالتالي تلبية حاجات العميل بشكل تام، والهدف الرئيسي لطريقة سيجما 6 يتلخص في دراسة كل عنصر للجودة على ست مراحل من الإتقان والكفاءة والجودة وليس المنتج بأكمله ووضعه في متناول العميل بجودة عالية خالية من العيوب، موظفاً في ذلك الأرقام والبيانات الواقعية لتطوير الكفاءة وصولاً إلى الجودة.

وقد ظهر هذا المفهوم في ثمانينات القرن الماضي من خلال شركة موتورولا التي انتهجتها في أعمالها بأسلوب متكامل بهدف تطوير كفاءة أعمالها وتحقيق الجودة، وهنالك مبادئ عامة لمنهج سيجما 6 إذ إنه يصوب اهتمامه تجاه العملاء والمستثمرين وغيرهم كما يعلي من اتخاذ القرارات القائمة على البيانات الدقيقة كما يركز على النشاطات الداخلية التي تضطلع بها المنشأة.

ووفقاً لمفهومه فإن الإدارة الناجحة التي تقوم بمهامها هي تلك الإدارة التي تضع نصب عينيها مواجهة ومعالجة المشكلات قبل وقوعها من خلال آليات قادرة على استشرافها واستشعارها مسبقاً، كما يؤكد منهج سيجما 6 على ضرورة التعاون التام بين كافة العاملين والمنشأة ويهدف إلى عملية التطوير المستمر للمنشأة ويهتم بالأولويات والمبادرات في إطار المشاركة الكاملة ومبدأ الفريق الواحد.

إنه لا غنى عن القول أن القطاع الحكومي هو رأس الرمح والقائد لكل عمليات البناء والتنمية في شتى المجتمعات والضمانة الأكيدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن هذا المنطلق تبذل الدولة جهوداً كبيرة لتطويره والنهوض به حتى يؤدي الدور الكبير المرجو منه، لذا فقد جاء عنصر التميز والجودة في الأداء الحكومي ضمن مستهدفات رؤية 2030 وبرامجها ومبادراتها الرامية إلى رفع كفاءة هذا القطاع وتطوير خدماته.

وإذا كان مفهوم سيجما 6 واحداً من أشهر المفاهيم الإدارية لتحقيق الجودة الشاملة للمنشآت إلا أن هنالك مفاهيم ومنهجيات علمية إدارية أخرى غيره للوصول إلى الجودة والتميز في الأداء والإنتاج، والمهم أن تضع المنشآت في صدارة أولوياتها تحقيق مبدأ الجودة وتطبق ما يناسبها من منهجيات إدارية للوصول إليها، وفي هذا الصدد فإن هناك حاجة لوضع برامج تدريبية وقيام إدارات للجودة عالية المستوى في الجهات الحكومية بحيث يناط بهذه الإدارات تدريب الموظفين بشكل مستمر حتى تصل الجهة الحكومية الى أعلى درجات الجودة، بجانب تأسيس معاهد تتولى تدريس منهجية الجودة بأساليب علمية احترافية، وذلك لإحداث تنمية إدارية علمية منهجية تقودنا إلى تحقيق الجودة الشاملة في كافة منشآتنا.
باحثة وكاتبة سعودية

J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *