متابعات

تطويق خوف الطلاب باللمسات الإنسانية

البلاد ـ مها العواوده ـ ياسر بن يوسف ـ رانيا الوجيه ـ مرعي عسيري

تضيء ردهات المدراس الابتدائية ورياض الاطفال اليوم بعودة الطلاب للدراسة حضوريا بعد توقف استمر لمدة سنتين بسبب جائحة كورونا ، وأكد عدد من أولياء امور الطلاب والطالبات إنهم منذ ان تم الاعلان عن العودة الحضورية لطلاب الابتدائية فقد كرسوا وقتهم لايصال التوعية إلى ابنائهم وبناتهم بضرورة تنفيذ التباعد وعدم المصافحة من أجل سلامتهم ، وأنهم حاولوا بقدر المستطاع تهيئة ابنائهم نفسيا للعودة الحضورية ويدرون تماما أن إدارات المدراس سوف تقوم باللازم في التهيئة النفسية وتنفيذ برتوكولات التباعد في المدراس وفي نفس الوقت اشاعة الحالة الانسانية بين الطلاب وتنفيذ برامج من اجل الوصول إلى بر الامان ، داعين في الوقت نفسه أفراد المجتمع إلى تعزيز الجوانب النفسية وتجنب القلق والتوتر إزاء انتشار المتحور الجديد ” أوميكرون ” ، مشددين على ضرورة الاهتمام بجرعات التحصين والجوانب والمعنويات الإيجابية بعيدًا عن ما يؤثر على الصحة العامة. وان التهيئة النفسية والاجتماعية لابنائنا الطلاب والطالبات أمر ضروري في دخولهم المجتمع.

في هذا السياق تعبر الأم شذى الخولي: طفلي في الصف الثالث الإبتدائي ومنذ أن شاع خبر عودة المرحلة الابتدائية الى الدراسة حضوريا ، وهو متحمس جدا للعودة ورؤية زملائه من بعد غياب طويل جدا، وبالتالي بدأت في تهيئته نفسيا وتهيئته لأخذ اللقاح وأن هذا اللقاح سيحفظك من العدوى بإذن الله ، ولكن من جانب آخر لايمكن السيطرة على تهيئتهم بالالتزام بالإجراءات الإحترازية فهذا الدور يتشارك به أولياء الأمور من المنزل مع المعلمين والمشرفين في المدارس. أما أحلام عبدالستار وهي والدة لطفلين في المرحلة الإبتدائية أحدهما في الصف الأول الإبتدائي والآخر في الصف الثاني الإبتدائي وتعلق بقولها: اخبرتنا المدرسة أنه سيكون هناك تطعيم للأطفال في المدرسة مما يسهل على أولياء الأمور معاناة المواعيد والإنتظار وغالبا مايكون التطعيم في المدرسة لجميع الطلاب أفضل وتشجيعا لبعضهم، وبدورنا كأولياء أمور تم تجهيز أدوات التعقيم والكمامات والوجبات الصحية أيضا من المنزل ، لتكون برفقة أبنائي في كل يوم يذهبون الى المدرسة مع تذكيرهم دوما بأهمية التباعد والالتزام بالإجراءات الإحترازية.


مهارات احترازية
الاخصائية النفسية لمى سندي قائلة: مبدأ عودة طلاب المرحلة الإبتدائية هي بالأساس تجربة فعلية وبشكل منطقي سوف يترتب عليها إيجابيات وسلبيات؛ ولكن من الأفضل رجوع الأطفال بشكل حضوري خاصةً ان الجيل الجديد يفتقر الى بعض المهارات الاجتماعية ولوحظ وجود انخفاض في مستوى الفهم او الادراك خاصة لدى الأطفال الذين لديهم تشتت بالانتباه وصعوبات التعلم. ويمكن لإدارات المدارس ورياض الأطفال تكريس برتوكولات التباعد في نفوس الطلاب خصوصا وأن بعض الصغار لا يدركون اهمية الإجراءات، وهنالك اكثر من طريقة يمكن اعتمادها لنشر التوعية ؛ ويجب أن يكون هنالك تعاون بين الأسرة والمدرسة وعدم التهاون فيها ؛ و أفضل طريقة للتعلم وإكتساب الوعي لدى الطلاب المرحلة الإبتدائية تكون عن طريق التوجيه المباشر وغير المباشر. التوجيه المباشر: عن طريق عرض بوربوينت للأطفال بشكل كرتوني او حقيقي لترسخ الصورة او الفكرة و طباعة الصور في الفصول. التوجيه غير المباشر: عن طريق إخبار المعلم او المرشد قصة للأطفال من باب التوعية او عن طريق التمثيل الحي لمواقف فعلية.

راحة نفسية
وتقول التربوية منيرة الحقباني: بالنسبة للتهيئة النفسية والاجتماعية لعودة طلاب المرحلة الإبتدائية إلى الدراسة حضوريا ، يعتبر أمرا طبيعيا ، فهؤلاء الطلاب لهم سنتان في غياب عن المدرسة وبالتالي في هذه المرحلة يحتاج التأهيل للأهالي وللطلاب حيث نسعى الى تخفيف كمية الخوف والتوتر الذي يعاني منه بعض أولياء الأمور، كونها ستنعكس سلبا على الأطفال وينتقل الخوف من أولياء الأمور الى أبنائهم، وبالتالي تعتبر الراحة النفسية واستقرارها لدى الطفل هي الأهم، كما أن الحصانة المجتمعية في ارتفاع مستمر، واذا لاحظنا نجد أن العدوى والإصابات بين الأطفال نادرة جدا، فالطفل لا يحتاج فقط الى التعليم والمعرفة بل أيضا يحتاج الى تنمية شخصيته والتواصل الاجتماعي بينه وبين معلمته وزملائه ، وهذا القرار سيكون في صالح الأطفال فكل مدرسة أو رياض أطفال حريصة على اتباع برنامج الإجراءات وتحقيق التباعد بين الطلاب وتوفير وسائل التعقيم.

مصلحة الجميع
كما توضح معلمة الصف الابتدائي ساره الشيخ: بالطبع الطلاب في المرحلة الابتدائية يجب عليهم التأقلم وتعلم الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية، وعلى حسب التعميم الذي وصلنا من الوزارة ضرورة تهيئة الطالبات لمدة أسبوع كامل نفسيا واجتماعيا، وتعريفهم بآلية الاحترازات والاحتياطات وعلى كل مدرسة أن تكون على استعداد تام بهذه الإجراءات ، وقد اتبعت المدرسة جميع الأنظمة التي وردت في التعميم من وزارة التعليم على تهيئة الفصول الدراسية بالتباعد بين الطالبات والفصول التي تحتوي على أعداد كبيرة سيتم توزيعهم على يومين، حيث أن عدد الطالبات في كل فصل يصل الى 45 طالبه، ولذلك نحتاج مساعدة أولياء الأمور بالتنبيه والتشديد على أبنائهم بأهمية الإلتزام بهذه الإجراءات الاحترازية. ومن جانب آخر لابد أن يكون هناك تواصل دائم مابين المدرسة والأهالي.

معطيات الأحداث
البروفيسور عدنان عاشور استشاري طب نفسي: القلق والتوتر الذي يحدث في مثل هذه المواقف هو رد فعل طبيعي ، إذ يتفاعل الفرد في جميع المجتمعات مع معطيات الأحداث ، فلاحظنا جميعنا أنه مع بدء جائحة كورونا عاشت المجتمعات في قلق دائم وتوتر مستمر ترقبًا للمصير، ولكن الحمدلله ومع الجهود الصحية الكبيرة التي بذلت ووعي المجتمعات تم تطويق ومحاصرة الفيروس كثيرًا ، ولكن ما زال التحدي إلى الآن قائمًا بسبب تحورات الفيروس الرئيسي ، وهو ما يتطلب من المجتمعات الاستمرار في مواجهة الفيروس الشرس وتحوراته. ودعا البروفيسور عاشور اولياء الامور والأمهات المحافظة على الحالة النفسية لأبنائهم وبناتهم خلال العودة للمقاعد الدراسية والاختلات بجميع أفراد المجتمع بتعزيز الجوانب الايجابية.

الجوانب الإيجابية
من جانبها نصحت الاستشارية النفسية الدكتورة أماني باجنيد، أفراد المجتمع إلى عدم إشغال الذهن بمتحورات كورونا ، والاهتمام بالجوانب الايجابية ، والحرص على أخذ جرعات التحصين ضد الفيروس الشرس وتحوراته المستمرة. والمحافظة على ابنائنا الطلاب والطالبات من خلال برامج التوعية الاجتماعية والنفسية في اعدادهم العداد الجيد للعودة للمقاعد الدراسية في الاسبوع القادم والمحافظة علي التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات. وقالت الدكتورة باجنيد ، إنه منذ انتشار جائحة كورونا وجميع أفراد المجتمعات اكتسبوا خبرات صحية كبيرة في كيفية التعامل ومواجهة هذا العارض الاستثنائي، فمن وجهة نظري أن الوعي المجتمعي الآن كفيل بمواجهة المتحور الجديد فالأفضل لأفراد المجتمعات بعدم إشغال الذهن بهذا الأمر لأنه في الواقع لا يعرف بالتحديد موعد التخلص نهائيًا من كورونا فهذا الأمر بيد الله سبحانه وتعالى.

وفي سياق متصل حذر الباحث الاجتماعي الدكتور محمود الثمالي، من نشر أي شائعات أو رسائل غير صحيحة عن المتحور الجديد “أوميكرون”، مبينًا أن الشائعات تمثل أخطر سلاح في جميع المجتمعات؛ إذ تهدف إلى ترويج الأكاذيب المضللة ومحاولة نشر البلبلة. وان ابناءنا وبناتنا الطلاب امانة في اعناقنا ويجب المحافظة عليهم واعدادهم الاعداد الجيد والنفسي اليى الانخراط في المجتمع والمحافظة على التباعد الاجتماعي ولا سيما اننا نعيش عصرا ذهبيا من التقدم العلمي.

تطبيق الاحترازات
خالد بن جميل الحارثي مستشار الأكاديمية الدولية للتعليم والتدريب أكد أن إدارات التعليم في جميع مناطق المملكة تواصل استعداداتها في التواصل مع إدارات المدارس من أجل عودة الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية والعودة للحياة الطبيعية بعون الله ، كما تؤكد إدارات التعليم عليهم بتطبيق ماورد من الوزارة بخصوص العودة وتطبيق جميع الاحترازات الوقائية التي تشمل التباعد بين مقاعدهم واستخدام الكمامات ومتابعة ذلك من قبل المعلمين والمعلمات وحثهم على أن تكون الأدوات من كمامة ومعقم خاصة بكل طالب لوحده وعدم تبادلها مع الآخرين. فضلا على تقسيم الطلاب والطالبات إلى مجموعات من أجل عدم تكدسهم في الفصول حسب المستويات. كما يؤكد على دور الأهل في تنبيه أبنائهم الطلبة إلى ضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية داخل المدرسة منعا للعدوى ولضمان سلامتهم.

دليل إرشادي
أشارت الدكتورة هيا سعيد الهلالي إلى الدور الكبير لوزارة التعليم بالتعاون مع وزارة الصحة لمتابعة المدارس وتجهيزها لاستقبال الطلاب حيث أصدرت إدارة التعليم دليلا إرشاديا وقائيا للعودة إلى المدارس في ظل جائحة كورونا لطلاب الفئات العمرية أقل من ١٢ سنة يحتوي على توضيح أعراض الإصابة وكيفية انتشار المرض ودور الأسر في تعليم أبنائهم على أهمية الإجراءات الاحترازية منعا لانتشار المرض. كما تناولت موضوع التباعد الجسدي وعدم الملامسة وتطهير الحافلات مع جاهزية الاداريين والعاملين والسائقين وأن يكون الجميع متحصن بثلاث جرعات. لافتة الى وجود توعية للطلاب بمشاركة وزارة الصحة وإدارة التعليم لعقد دورات تدريبية على أساس ومعايير مكافحة العدوى في المدارس.

تهيئة المدراس
مدير عام التعليم بعسير الدكتور احمد العُمري أوضح أن الأدارة وجهت مدارس الطفولة المبكرة وبقيت الفصول العليا في المدارس بتهئية المدارس باستقبال ابوي بحيث يجدون الحنان لأنهم غابوا لمدة عامين وهناك طلاب جدد وطالبات وتم زيارتنا للمدارس والمساعدين والمساعدات والمشرفين والمشرفات ومشرفو الأرشاد الطلابي بنين وبنات كما تواصلنا برسائل مع اولياء الأمور لتهئية ابنائهم وبناتهم للتباعد وعدم المصافحة واستخدام المنظفات وصار هناك برامج لدى كل قائد مدرسة وقائدة مدرسة.

كما اوضح الدكتور حسن العلكمي مدير تعليم محافظة سراة عبيدة أن الإدارة استنفرت كل القوى البشرية بنين وبنات لاستقبال الطلاب والطالبات وهناك برامج توعوية بطرق مبسطةوبحضور آباء وامهات وهناك برامج ترفهية حتى تكون المدرسة جاذبة وقد قسمت الأيام للطلاب والطالبات حتى نبعد عن التزاحم حسب توجيه وزارة التعليم وكذا اهتمام وزارة الصحة.
كما تحدث قائد مدرسة تلادة عبد الله القرفي قائلا: راعينا الفتره الطويلة التى انقطع فيها الطلاب عن الدراسة الحضورية فقد اعددنا مع المعلمين والإرشاد الطلابي برامج توجيهة سلسلة تصل للطالب في كيفية التباعد ولبس الكمامة كما أن الفصول لدينا واسعة والحضور مجزء فليس لدينا اشكالية وهناك متابعة من مكتب التعليم والإشراف التربوي وتعاون من اولياء الأمور حيث بعثنا لهم رسائل ارشادية.
يفول المرشد احمد مناع بمدرسة شداد بن اوس بابها سعداء ونحن نرى الحياة الدراسية بحضور ابنائنا الطلاب في الابتدائية ونقول لاولياء الأمور تعاونكم معنا هو مصدر نجاحنا.

 

إجراء مسحات للطلاب عند الحاجة

الرياض ـ البلاد
وجهت وزارة التعليم، بإجراء المسحات للطلاب عند الحاجة، والعمل على تخصيص غرف للعزل، واستبعاد الأنشطة الصفية أو غير الصفية التي لا تحقق التباعد الجسدي، وتعقيم الفصول ومرافق المدرسة مرتين يوميًا، وذلك ضمن الضوابط العامة لتشغيل المدارس
وأوضحت وزارة التعليم في بيان لها عبر موقعها الإلكتروني أن الأدلة التشغيلية “الإشرافية والمدرسية ” المعتمدة من وزارة التعليم، تمثل حوكمة لإجراءات وضوابط العودة الحضورية الآمنة للمرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال اليوم بما يحقق الجودة والتميّز في الأداء، وذلك وفقًا لما تضمنه الدليل الإرشادي الوقائي للعودة إلى المدارس في ظل جائحة كورونا لطلبة الفئة العمرية أقل من 12 عامًا، الصادر من هيئة الصحة العامة “وقاية”.
وتنص الضوابط العامة لتشغيل المدارس في المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال على مجموعة من الضوابط التي تسهم في تحقيق عودة حضورية آمنة، من بينها الالتزام بالاحترازات والبروتوكولات الصحية في المدارس المعتمدة والمحدثة من (وقاية)، ومتابعة مدير المدرسة واللجان المعنية للوضع الصحي للمدارس ومنسوبيها مع التوجيه بإجراء المسحات عند الحاجة، والعمل على تخصيص غرف للعزل وفق الاشتراطات المحددة من وزارة الصحة ووضع إجراءات للتعامل مع الحالات المشتبه بها، إضافة إلى استثمار مرافق المدرسة لتقسيم الفصول؛ بهدف تحقيق أقل مستوى تشغيلي، بما يتضمن الأولوية لفصول الصفوف الأولية، واستبعاد الأنشطة الصفية أو غير الصفية التي لا تحقق التباعد الجسدي، وتعقيم الفصول ومرافق المدرسة يوميًا قبل دخول الطلبة وبعد خروجهم من المدرسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *