اجتماعية مقالات الكتاب

سوق الإعلانات

من يضبط سوق إعلانات من يسمون مشاهير؟ هل هي وزارة التجارة؟ أم غيرها؟.
نهاية ديسمبر يصدمك سيل من الإعلانات.. أحد من يسمون مشاهير ينتشر مقطع إعلانه بين الناس انتشار النار في الهشيم.. فهو داخل متجر كبير فروعه كثيرة.. يتجول ويدغدغ مشاعر الناس: هذا بريال، وذاك بريال ولمدة ثلاث ساعات فقط من 11 ليلاً.

تزحف جموع الناس الساعة 11 ليلاً في ليلة من ليالي الشتاء القارسة خارجين من بيوتهم حاملين أطفالهم. ليُصدموا لدى وصولهم وسؤالهم عن عرض أبو ريال.
قيل لهم بكل برود: (العرض فقط للطلبات من الموقع الإلكتروني والتطبيق).. هكذا بكل سهولة تتم الاستهانة بالناس وبمشاعرهم.. فمن المسؤول عن سحب الناس في أنصاف ليالي الشتاء القارس بإعلان مضلل؟ من يحاسب المُعلِن؟ ومن يحاسب الشركة التي جاءت بالمعلِن؟ هل وافقت وزارة التجارة على صيغة وكلمات الإعلان قبل نشره؟
سقا الله أياماً كانت فيها الصحف الورقية تقف حاجزاً دون نشر إعلان مضلل، بل يحاسب قسم الإعلانات في الجريدة إن هو مرر إعلاناً تضمن معلومات غير دقيقة.

اليوم يضج سوق الإعلان بمن خرجوا لنا بغثٍ ليس فيه سمين.
يتساءل المرء: لماذا لا يوضعُ قانون يُلزِم أية جهة كانت تجارية أو غيرها بعرض مقطع الإعلان أو السناب قبل تمريره ونشره وأن يتضمن القانون عقوبات كبيرة وإيقاف من يُعلن (مشهوراً كان أو مغمورا)، إن هو نشر سناباً أو مقطعاً دون موافقة الجهة المنوط بها الموافقة الرسمية، على كل كلمة وكل عبارة ترد في الإعلان، وأن يتم التوقيع بالإجازة من عدمها.
وما دمنا في سوق الإعلان فإني لا أفهم كيف توقّع جهة حكومية عقد حملة إعلانية مع شركة ما، دون أن تشترط عليها أن يتم التنفيذ الأولي والنهائي لمواد إعلانات الحملة داخل المملكة دعماً لسوقنا المحلي.. كما لا نفهم كيف لا يقيّد تنفيذ الحملة بشروط منها أن تكون الصور التي تنشر في اللوحات صور شخصيات سعودية لا لبس فيها ولا يختلف الناس حولها.

واقع سوق الإعلان يحتاج انتفاضة قوية تُخرِج غثه وتوجِدُ شركات إعلان وطنية كبرى، فالكفاءات المحلية موجودة وكثيرة ولكن البعض يفضّل المستورد. شركات الإعلان تحصل من سوقنا على العقود الكبيرة ثم تذهب للتنفيذ في دول أخرى. فهل هذا مقبول؟ بعض شركات الإعلان لا علاقة لها بثقافة ومسلمات المجتمع ولا تعرفها. وإلا فما معنى أن تضع صور أناس دار حولهم امتعاض الناس في أوقاتٍ سابقة. أو إعلان موجهٍ للمواطن وتضع صورة غير مواطن وتظن أن ارتداءه الثوب والشماغ والعقال كافٍ.
ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *