اجتماعية مقالات الكتاب

قطار الطلاق والخلع

قطار الطلاق والخلع اكتظت مقاعده وامتلأت عرباته وملحقاتها بمن فيها، وكذلك زادت سرعته المهلكة المدمرة بضجيجها فألغت الميثاق رغم غلظته وقوته ودمرت السكن العامر بالمودة والرحمة وفرقت الأحباب والجماعات والازواج وشتت الشمل وتضررت الأسر بسبب كلمة سهلة النطق بغيضة المعنى، والفعل مكروه على الألسن، وأقوالها يشيب لها الولدان ويشقى بها ذوو العقل ويحتار الحكيم من فعلها ويفرح بها الشيطان وإبليس وكل ذي شر وحاسد وحاقد وبغيض ..

هذه الكلمة الخطيرة “الطلاق” رغم سوئها هي واخواتها وأقرانها لكنها زادت في القول والفعل وارتفعت نسبتها في المجتمع وتحتاج للتكاتف وإلي وضع جهاز ساهر ليحد من سرعتها حتى تخف، ويتم السيطرة عليها قبل ان تحرق المزيد وتغرق الكثير بأمواجها العاتية والعالية. وللحد منها ومن نسبتها يكون الحل في التوعية والتثقيف بمخاطرها على الفرد والمجتمع وسن الأنظمة والتشديد فيها ولا تكون بالسهولة التي تكون مطمعا وهدفا لكل من توسوس له نفسه الأمارة بالسوء وتسول له باتباع هواها وتلبيس إبليس بدون تفكير في المخرجات ونتائجها.

ومن اطلع على النسبة يشعر بالألم لمشكلة الطلاق المتزايدة في الارتفاع وخاصة في طلاق الخلع الذي زادت نسبته عن المعقول، ومن بحث كذلك عن أسباب الطلاق والخلع والمسببات يجدها سهلة غالبا ولا تذكر ولا تعد سببا يؤدي لفسخ الميثاق الغليظ وهدم سكن المودة والرحمة، فجلها سهلة ويمكن حلها والتغلب عليها لو حكم العقل والمنطق والقلب والنفس والضمير بالصبر والتصبر.

والأسباب والمسببات كثيرة للطلاق لذلك اتمنى من الدعاة وائمة المساجد والمصلحين والمدربين ومعرفي القبائل والمشايخ والازواج بذل الجهد من أجل الحد من سرعة قطار الطلاق وخاصة طلاق الخلع الذي انتشر بنسبة غير مسبوقة ومن اراد ان يعرف نسبته فليبحث عنها في موقع وزارة العدل وسيعرف انها مشكلة تحتاج الى حل وتثقيف قبل ان تتحول الى ظاهرة اجتماعية وموضة تقليدية.

وأقترح كذلك التريث في إصدار صك الطلاق بأنواعه مؤقتًا على الأقل إلا في الحالات الأكثر تضررًا وبحاجة للطلاق والتفريق بينهم.
ومن يتقدم للطلاق يفضل إعطاؤه دورة تثقيفية وتأهيلية يقوم عليها مدربون ومشايخ ومصلحون على دراية وعلم وفصاحة وبعد هذه الدورة إذا استمر على رأيه يتم ما يريد وإذا جنح للحكمة والعدل فالله لطيف بعباده وعفا الله عمًا مضى وكان.

lewefe@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *