المحليات

التنقيب عن الآثار تحت الماء

أملج – سعود الجهني
saud91399@

تعاونت شركة البحر الأحمر للتطوير، الشركة المطورة لأحد أكثر مشاريع السياحة المتجددة طموحاً في العالم، ووزارة الثقافة ، لتوحيد جهودهما المشتركة في مجالات الآثار والتراث والتاريخ والسياحة المستدامة على امتداد ساحل البحر الأحمر في المملكة.وشملت الاتفاقيات التي وقعها الطرفان مذكرة تفاهم مع هيئة التراث وأخرى مع هيئة المتاحف التابعتين للوزارة.

ومثّل هيئتا التراث والمتاحف حامد بن محمد فايز نائب وزير الثقافة، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة المتاحف، وجون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير، وتنص مذكرتيّ التفاهم على تعزيز أنشطة التعاون المشترك عبر سلسلة مبادرات منها إطلاق أول مشروع للتنقيب عن الآثار تحت الماء في المملكة.

إرث عريق
وفي هذا السياق، قال جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير: “تشتهر منطقة ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية بتاريخها الغني وإرثها العريق، إذ يعود تاريخ هذه البقعة المفعمة بالأصالة في قلب طرق التجارة العالمية إلى عدة قرون. ومن شأن التعاون مع هيئتي التراث والمتاحف أن يتيح لنا استكشاف الأهمية التاريخية لهذه المنطقة الفريدة وضمان الحفاظ على اكتشافاتنا، وذلك تماشياً مع التزام شركة البحر الأحمر للتطوير بتعزيز الجمال الطبيعي والقيمة التاريخية الاستثنائية للبحر الأحمر، ونتطلع قدماً للتعاون مع شركائنا عن كثب لتعزيز جهود حفظ التراث في المملكة”.
وتعود جذور المملكة العربية السعودية إلى أقدم الحضارات التي قامت في منطقة شبه الجزيرة العربية. وعلى مدار قرون خلت، لعبت هذه الحضارة دوراً محورياً في تسطير صفحات التاريخ بصفتها مهد الإسلام ومركزاً تجارياً عريقاً يربط بين منطقة البحر الأبيض المتوسط والمصادر الشرقية والجنوبية للبخور والتوابل والسلع الفاخرة الأخرى. وقد ازدهر طريق البخور بين القرنين السابع قبل الميلاد والثاني الميلادي.

أول مشاريع التنقيب الأثري تحت الماء في المملكة العربية السعودية تحتضن المياه الساحلية للبحر الأحمر العديد من المواقع البارزة ذات الأهمية التاريخية، وتسهّل هذه الشراكة إرسال بعثة استكشافية تقودها جامعة نابولي “لورينتال” لتنفيذ أول مشاريع التنقيب الأثري تحت الماء في المملكة.

وبهذا الصدد، قالت الدكتورة كيارا زازارو، مدير البعثة الاستكشافية للتنقيب عن حطام السفينة والأستاذ المساعد في علم الآثار البحرية لدى جامعة نابولي “لورينتال” في إيطاليا: “يعتبر حطام السفينة الخشبية الغارقة الأكثر سلامة والأفضل حفظاً في مياه البحر الأحمر خلال الوقت الراهن. ومع حمولتها المذهلة من الجرار والخزف والتوابل، تمثل هذه السفينة التجارية التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر شاهداً على الأنشطة التجارية المكثفة التي احتضنها البحر الأحمر قبل افتتاح قناة السويس، وارتباطها الواضح بالحركة التجارية الأوسع في المحيط الهندي. ويمثل الهيكل الخشبي الذي بقي محفوظاً حتى يومنا هذا دليلاً فريداً على وجود صناعة السفن والقوارب الضخمة والباهظة التي لم تكن معروفة من قبل في المنطقة”.

ويقع حطام السفينة التي غرقت بين عامي 1725 و1750 في بحيرة الوجه على عمق يتراوح بين 20 و22 متراً تحت الماء، ولا يزال هيكلها الخشبي قابعاً في قاع البحر بجوار كتلة متكلسة تضم أكثر من ألف إبريق. ويمتد الحطام على طول 40 متر وعرض 10متر تقريباً ويشتمل على حمولة سليمة قد يصل وزنها إلى ألف طن،وسيتم حفظ جميع القطع الأثرية وفهرستها وتخزينها في متحف البحر الأحمر بمدينة جدة، في حين سيتم عرض بعض القطع لزوار وجهة البحر الأحمر.

وأضاف باغانو: “لن يتم انتشال بدن السفينة الذي تحول إلى شيء يشبه الخشب المتحجر وحوالي 4 آلاف جرة خزفية مزخرفة من مختلف الأشكال والألوان والتصاميم، والتي تكلست بدورها أيضاً لتصبح كتلة صلبة، حيث ستبقى في مكانها لتصبح قبلة للغطاسين. ويسهم هذا الأمر في إرساء الأسس لواحدة من أكثر وجهات الغوص تميزاً حول العالم على عمق أقل من 25 متراً في قلب المياه الهادئة والصافية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *