عبدالله صقر – مركز المعلومات
في السادس والعشرين من أغسطس عام 1964م نشرت البلاد خبرا تحت عنوان مجلس التخطيط الأعلى يناقش بعض الموضوعات الهامة سردت فيه البلاد ابرز المواضيع المطروحة على جدول اعمال مجلس التخطيط برئاسة وزير المالية والاقتصاد الوطني سمو الأمير مساعد بن عبدالرحمن. وكان اول المواضيع إضافة اعتمادات إضافية لمشروع توطين البادية بوادي السهباء.
والتاريخ يسجل ولادة فكرة توطين البادية في بدايات عهد الملك المؤسس حيث أدرك ان اية مشاريع تنموية لن تتحقق وتؤتي اكلها إلا من خلال إقناع القبائل بالتخلي عن حياة الترحال واستقرارهم وإعادة توطينهم في تجمعات يهدف استقرارهم والارتقاء بسبل معيشتهم.
انتقل المشروع من مجرد فكرة الى التنفيذ على ارض الواقع بتأسيس عدد من مناطق الاستيطان الصغيرة (الهجر) حيث يتم توفير الأمن لقاطنيها وزودت بمصادر المياه والخدمات الأساسية الذي نتج عنه تكوين مناطق استقرار عديدة في أنحاء المملكة لعدد من القبائل التي اتجه أفرادها إلى أعمال الزراعة والتجارة وإحياء الأراضي التي استقروا بها.
واسهمت هذه الهجر في تغيير نمط الحياة للأسرة البدوية .. فبدلا من الترحال الدائم والعيش في خيام مؤقتة اصبح هناك الاستقرار والسكن في بيوت والاعتماد على الإنتاج الزراعي أو التجارة. واصبحت الهجر بيئات مزدهرة ثم تحولت لاحقا الى حواضر تنموية بارزة مع توفير أسباب الأمن والاستقرار لقاطنيها من تعليم وصحة ومواصلات ، إضافةً إلى توفير الدعم المادي والمعنوي والمعدات الزراعية ومواد البناء ، وتقديم القروض وجلب المعلمين ونحوها، لتشجيعهم على الاستقرار. استمر التوسع في هذه الحواضر او الهجر وتنفيذ العديد من المخططات السكنية حتى تم إنشاء صندوق التنمية العقارية في منتصف سبعينيات القرن المنصرم والذي وقع على كاهله مهمة توفير التمويل اللازم لبناء الوحدات السكنية للمواطنين.
الرؤية السعودية والقائمة صفر
عندما تحدث سمو ولي العهد في نوفمبر 2020 عما حققته المملكة في فترة وجيزة وسريعة من إنجازات غير مسبوقة في تاريخها المعاصر لم يتحدث سموه من فراغ .. إنما كان كشف حساب لما تم إنجازه في مشاريع الرؤية ومنها على صعيد إسكان المواطنين حيث قال (التزمنا بوضوح في رؤية 2030 بأن نسعى لرفع نسبة تملّك المواطنين للمسكن بمقدار 5 % خلال 4 سنوات، وكانت النسبة حينها 47 % تقريبا، ما يعني الوصول إلى 52 % في 2020م.. النسبة التي تعدّ جيدة دولياً. لكننا اليوم وصلنا إلى 60 %، متجاوزين الهدف بـ 8 %”). تخوض المملكة اليوم في عهد الملك سلمان معركة السباق مع الزمن في النهضة والتطور على جميع الأصعدة وشتى المجالات عبر جعل رؤية 2030 واقعاً وملموسا على الأرض ..ومن هذه المجالات البناء والسكن وشكلت قوائم الانتظار للمواطنين الراغبين في الحصول على دعم سكني من صندوق التنمية العقارية قبل الرؤية تحديا كبيرا للمملكة وقيادتها.
منذ إنشاء برنامج القرض العقاري قبل 40 عاما لم يتمكن إلا 860 ألف مواطن من الإستفادة من خدماته طوال هذه الحقبة الطويلة من الزمن. بل شملت قوائم الانتظار اكثر من ( 480 ألف مستفيد ) تتراوح مدة انتظارهم ما بين 12 إلى 15 عامًا للحصول على الدعم السكني من خلال صندوق التنمية العقارية وبرنامجه (برنامج القرض العقاري).
وبعد اربع سنوات من الرؤية .. تم الإعلان عن القائمة (صفر) من قوائم الانتظار في برنامج القرض العقاري المدعُوم بنسبة تصل إلى 100 % بالشراكة مع منظومة الإسكان والقطاع الخاص وتمكنت الأسر السعودية (حوالي نصف مليون اسرة) من خلال برنامج القرض العقاري من الاستفادة من البرنامج وبشكل فوري دونما حاجة الى انتظار المواطن للقرض العقاري لمدة تصل إلى 15 عاماً، كما قدّم الصندوق العقاري لمستفيدي برنامج “سكني” نحو 27 مليار ريال خلال الفترة من يونيو 2017م حتى نهاية الربع الأول من العام 2021م دعماً لأرباح عقود القرض المدعُوم.
حلول سكنية ل 124 ألف أسرة في 7 أشهر
وكشف برنامج “سكني” عن استفادة 124,208 أُسر من حلوله وخياراته السكنية من بداية العام الجاري حتى شهر يوليو الماضي، بينها 97,822 أسرة سكنت منازلها، كما أوضح البرنامج نمو استفادة الأسر السعودية من القرض العقاري المدعوم ليتجاوز 520 ألف قرض مدعوم في الربع الثاني من عام 2021 وانخفاض متوسط المدة الزمنية لاستكمال الأسر إجراءات الاستفادة من الخيارات السكنية والحلول التمويلية التي يقدمها موقع وتطبيق “سكني” إلى 3 أشهر من تسجيلهم حتى حصولهم على الخيار السكني وتوقيعهم العقود ضمن استحقاق فوري وإجراءات إلكترونية مُيسّرة.
