اجتماعية مقالات الكتاب

المرأة بين القيادة والريادة

أحياناً بمجرد أن يمر القارئ على العنوان يشعر بأنه موضوع غير معني به، فموضوع المرأة وحضورها هو جد مهم، فوجود ثقافة رجولية غالبة في المجتمعات تخفض من حضور المرأة المساهمة بالمجتمع، قد تكون المرأة من أكثر أعضاء المجتمع قوةً وتأثيراً وانتاجاً في العالم، حيث تشير الأرقام أن نسبة إتمام المرأة العربية للتعليم الجامعي أعلى من نظيرها الرجل بنسبة 20 %.

ولكي لا يقال إنني متحيزة للمرأة عن الرجال، وجب توضيح المسألة من جذورها، فالمجتمعات العربية بالأساس تعتمد على أن دور الذكور هو المعيل، في حين أن النساء هن القائمات على الرعاية وتربية النشأ، هذه الثقافة مترسخة بحكم البيئة والظروف الاجتماعية والاقتصادية غير المستقرة والتي تجعل المرأة من غير وظيفة وبعيدة عن مواقع القيادة والإبداع

مع التفهم الكامل لطبيعة المرأة فيسولوجياً كإنسان، وللتقاليد والأعراف للمجتمعات العربية، هذه الثقافة كانت راسخة كذلك بالمجتمعات الأوروبية والآسيوية حتى بدايات القرن التاسع العشر، هذا لا يبرر ألا يكون للمرأة دوراً مماثلاً للرجل وليس أن تكون مثل الرجل وهنا يكمن الفرق، كما أن الله عز وجل كرّم المرأة فوضع لها شأنا، إذ خصص لها سورةً النساء كاملة تختص بدور المرأة ورسالتها كأم وزوجة ومعيلة.

فمنذ وجود البشرية كان حضور المرأة مماثلا للرجل بالمساهمة في صنع الحياة، لا يكاد الرجل أن يمر بوعكة حتى تقوم المرأة بدعمه ودفعه، لاسيما دور الأم والزوجة والأخت.

ولنتجاوز الدور العاطفي للمرأة ونصعد إلى ما هو مماثل لدور الرجل في شغر الأعمال، فالتاريخ هو مصدر المعرفة، فإذا تحدثنا عن الأمثلة العالمية، نجد باليابان عقب الحرب العالمية الثانية للمرأة دورا محوريا اثناء الحرب، من تأدية المشاريع الزراعية والبناء والري والتعليم والعمل بمصانع تطويع الحديد، وهي أعمال شاقة عادة يقوم بها الرجال ويتشابه الأمر للمرأة الألمانية والفرنسية. وبالرغم من هذه المسألة، إلا أن المرأة حققت عدة نجاحات في الاستثمار التكنولوجي في المنطقة العربية وبالعالم وبات وصولها إلى التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي كبيراً. ويعد التعليم العامل الأول، والقوي في التطوير الذاتي للأفراد والمجتمعات، فالتعليم له دور بمنح الأفراد دوراً تنويريا استقلاليا وباحترام الذات، يلحقه بتوظيف المستوى العملي بالحصول على الوظائف ودخول سوق العمل. ثانياً العامل الاجتماعي، توافر بيئة أهلية مثقفة تؤمن بالتعليم ودوره، الذي يعزز من شخصية المرأة وثقتها بنفسها وينعكس على ادائها في المجتمع.
ثالثاً تكافؤ الفرص، وجود سياسة حكيمة تضمن وجود المرأة في واجهات الأعمال والمراكز الحساسة.

Nevenabbas88@gmail.com
Nevenabbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *