الإقتصاد

مغريات استهلاك ودوامة ديون

جدة ـ ياسر بن يوسف

حث خبراء ومختصون في القطاع المالي، المواطنين والمقيمين على ترشيد استخدام البطاقات الائتمانية، بعد أن بلغت قيمة القروض والالتزامات القائمة عليها بنهاية الربع الثاني من العام الجاري إلى أكثر من 18 مليار ريال، تغرق الكثير من حامليها في دوامة ديون لا تنتهي مع تعثر السداد. ورجحوا أن يكون التباهي والتفاخر أحد الأسباب الرئيسية لاستخدام البطاقات بصورة مبالغ فيها، وقدموا حزمة من الإرشادات لاستخدام آمن بعيد عن المخاطر، مشددين على ضرورة تنظيم عملية الإقراض عبر البطاقات الائتمانية لمنع تضاعف الديون.
القضية كما يشرحها الخبير الاقتصادي والمالي طلعت حافظ ، تكمن في ضخامة عدد البطاقات الائتمانية في المملكة والذي يتجاوز 3.5 مليون بطاقة ، وهو مؤشر كبير على مبالغة البعض في استخدامها، مشيرا إلى وجود دوافع نفسية واقتصادية مختلفة تؤدي إلى اقتنائها، واستخدامها في الشراء عبر الإنترنت والمواقع الإلكترونية ، وتلبية حاجات واساسيات ، كالحجز بالفنادق وفي خطوط الطيران، بما في ذلك شراء التذاكر وغيرها، خاصة مع مغريات وعروض الاستفادة من النقاط وما تمنحه الشركات والبنوك المصدرة للبطاقات من مزايا عديدة، كخصومات، وتسهيلات في السفر وغيرها للتخفيز على حمل البطاقة واستخدامها.

في المقابل هناك من يقتنيها بغرض التباهي والتفاخر ضمن ما يعرف بالهياط أو المهايطة الاجتماعية، وهي ظاهرة سلبية في غاية الخطورة، كون هذه البطاقات بنهاية الأمر تشكل التزامات مالية سواء من حيث الاستخدام أو الرسوم السنوية أو الفوائد المرتفعة جدا على المبالغ غير المسددة التي قد تتجاوز 18 % بمعدل سنوي.
ويحذر الخبير الاقتصادي من المخاطر العديدة للمبالغة في استخدام البطاقات الائتمانية، ويقول: لا شك أن سوء استخدام البطاقات يعود على حامليها بمخاطر عديدة، منها عدم القدرة على السداد مما يحمل صاحب البطاقة مبالغ والتزامات مالية ضخمة قد تفوق مبلغ الحد الائتماني للبطاقة، بسبب الفوائد المرتفعة للبطاقة والتي تحصل على الرصيد غير المسدد بما في ذلك الفوائد على الرصيد، وهكذا لينتهي ذلك بتضخم الالتزام المالي على البطاقة بشكل مفرط، قد يصعب على حامل البطاقة سداده.


نصائح
ويقدم حافظ 12 نصيحة ذهبية لمستخدمي البطاقات الائتمانية تضمن لهم الابتعاد عن المحاكم والمخاطر الأخرى:
– عدم اقتناء البطاقات الائتمانية دون مبرر قوي لذلك.
– الالتزام بسداد الالتزامات المالية في مواعيدها هو الأفضل تجنبا لتراكم الفوائد، أو على الأقل سداد الحد الأدنى.
– استخدام البطاقة في الأغراض التى خصصت من أجلها.
– عدم التباهي والتفاخر باقتناء البطاقات الائتمانية.
الحفاظ على الرقم السري وتغييره دوريا خاصة بعد استخدامها في الخارج.
– استخدام البطاقة فقط في الأماكن الآمنة والموثوقة.
– إبلاغ البنك أو جهة البطاقة على الفور في حالة السرقة أو الضياع أو عملية احتيال.

زيادة الإنفاق
من جهته يلفت الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة إلى أن الاستخدام المبالغ فيه للبطاقات الائتمانية تسبب في زيادة إنفاق الأسرة السعودية وزيادة الأعباء بصورة لافتة، ويشير إلى الدراسة التي أعلن عنها مجلس شؤون الأسرة مؤخراً، وأكدت أن أفراد الأسرة السعودية ينفقون 50 % أكثر عندما يستخدمون البطاقات الائتمانية في الشراء، لذا المطلوب التحكم في السلوك الاستهلاكي عبر: عدم الانسياق وراء الدعاية التسويقية لاستخدام البطاقة، ، حتى لا يترتب على حاملها الكثير من الديون في المستقبل، والقاعدة المهمة هنا ألا تعتبر بطاقات الائتمان على أنها دخل إضافي من أجل إنفاق مال لا يمكنك سداده، وإلا فمن الضروري الابتعاد بشكل كامل عن استخدام البطاقات الائتمانية.
ويتفق الاقتصادي سعيد البسامي مع ما سبق بضروة ترشيد استخدام البطاقات الائتمانية، ويضيف بأن الديون المترتبة تعرض سلامتك المالية للخطر، وتصبح فكرة التعامل معها كابوساً، ويمكن أن تؤدي إلى إشكالات وفقدان فرص الحصول على تسهيلات ائتمانية مستقبلاً، فمن غير المحتمل أن يكون لدى أي بنك الاستعداد لتقديم قرض جديد أو بطاقة ائتمان جديدة، في حال وجود عجز في سداد الديون والذي يكون مذكوراً في تقريرك الائتماني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *