الإقتصاد

التخفيضات فرصة للترشيد

جدة – نجود النهدي

يتواصل النقاش حول فروقات الأسعار في أغلب السلع بالأسواق، وهي مشكلة تسويقية طالما تجاوزت الفروقات الحد المعقول حسب الإيجارات وتكاليف التشغيل ، إلى حالة من الاستغلال ، قد لا ينتبه لها بعض المستهلكين ، مثلا وجدنا سعر كرتون مياه نوفا ٤٠ عبوة ٣٣٠ مل ٢٠.٨٥ريال، مقارنة بسعر ١٨.٥٠ ريال في منفذ تجاري آخر.هذا يقودنا مجددا إلى قضية الوعي وثقافة التسوق.. فإلى التفاصيل مع عدد من المستهلكين والرأي الاقتصادي حول ذلك:
بداية ترى فايزة الزهراني أن مواسم التنزيلات والتخفيضات بشكل عام ، ‏فرصة لشراء بضائع جيدة بأسعار معقولة، خاصة أن أغلب المراكز التجارية الكبيرة أو المتاجر الالكترونية المعروفة تتسم بالمصداقية والثقة، ولا يمكنها المجازفة بسمعتها مقابل ربح مرتفع مؤقت ، كما أن المستهلك بدوره يثق بها لما لها من سمعة كبيرة، والرقابة عالية بشأنها من قبل الجهات المختصة، كما أن وجود نظام خاص بتراخيص التخفيضات لزيادة الرقابة ورفع مستويات الثقة بين المستهلك والبائع، لذلك المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المستهلك وخبرته بالسوق ووعيه.

وتضيف: أيا كان المنتج الذي يرغب المستهلك في شرائه ، عليه أن يحدد احتياجه قبل أن يغره السعر ، وثانيًا حدد الكمية التي تحتاجها وكم تحتاج من الوقت لاستهلاكها وهل يتناسب مع تاريخ صلاحيته أو لا (خاصةً في المواد الغذائية).. ثالثًا: يفضل أن تتأكد من جودة المنتج قبل شرائه وألا يكون مقلدا، ورابعا يجب معرفة سعر السلعة قبل وبعد التخفيض وتأكد من صحة العروض في حال طلبت من متجر الكتروني، أخيرا التخفيضات خيار شرائي جيد يخفف من الانفاق الأسري لكن انتبه واختر العروض المناسبة لك.
من جانبها قالت فاطمة اللبابيدي: المشتري بات أكثر وعيا وحرصا عن السابق ، لذا من الصعب على أصحاب المحلات استخدام التخفيضات المستمرة كوسيلة للتخلص من القطع الغير جيدة، خاصة وأن البعض مازال لا يثق بكل ما هو مخفض السعر، أما التخفيضات الموسمية ، فأرى أنها جيدة تسويقيا وتفيد البائع والمشتري ، فحين عرض البضاعة الشتوية بنصف ثمنها في فصل الصيف فهذه فرصة شرائية ممتاز للعملاء للحصول على قطع جيدة وبسعر ممتاز ، فيما تعود المصلحة على البائع في بيع القطع في غير موسمها و تصريفها لاستقبال بضاعة جديدة ، لذا فإن التخفيضات الموسمية هي فكرة ذكية ومفيدة للجميع.


ضوابط التخفيضات
طرحنا هذه الجوانب على المحلل الاقتصادي سعد آل ثقفان ، وهل هنالك انخفاض في مستويات الثقة بشأن التخفيضات واقترانها بقلة الجودة أو انعدامها ، فقال: ‏نعم ، حيث نلاحظ كثرة التخفيضات وانتشارها بشكل كبير ، فإذا اراد البائع ترويج سلعته ، فأحد هذه الحلول هو قيامه بعملية وضع تخفيضات قد تكون حقيقية بمعنى صحة هذه التخفيضات من السعر الاساسي ، أو وهمية بحيث يرفع السعر الاساسي ثم يقوم بعملية التخفيض ، ولكن الاهم من ذلك هل هذه السلعة ذات جودة وتستحق المال المدفوع او انها دون ذلك مما قد يضاعف الخسارة على المشتري في حالة سوء البضاعة أو وهمية التخفيض.
‏ ويضيف: في حال وجد المستهلك تخفيضات فيجب عليه مراعاة اهمية السلعة لديه وهل يحتاجها، وأيضا يجب عليه ألا ينجرف إلى تأثير هذه التخفيضات، كذلك يجب عليه فحص السلعة والتأكد من جودتها وأنها تستحق المال المدفوع ، وكما يقولون ” الغالي ثمنه فيه” وأن تكون السلعة خالية من العيوب، والتأكد من عدم وهمية التخفيض وأنه لم يحدث تلاعب في السعر الأساسي.
وحول التخفيضات الموسمية قال: نشهد تخفيضات مستمرة في بعض المتاجر وقد تكون طيلة العام مثل تخفيضات 50%، لذلك أرى من الجهات المعنية ملاحظة ذلك وأن يقوم التاجر بوضع السعر الأساسي مع سعر التخفيض. وأخيرا التوازن الاستهلاكي مطلوب دائما وفق الاحتياجات حتى مع عروض التخفيضات الحقيقية دون إسراف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *