حذر أستاذ واستشاري غدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الأغا، أفراد المجتمع الذين يعانون من الأمراض المزمنة أو المستعصية من أوهام الرسائل التي تنتشر بين حين وآخر عبر الواتس آب ويدعي فيها أصحابها قدرتهم على علاج تلك الأمراض وخصوصًا السكري والسرطان والكلى وضغط الدم ، ومستغلين قنوات التواصل الاجتماعي في جذب واستقطاب هؤلاء المرضى ، بجانب ضعف الوعي الصحي لدى بعض المرضى الذين لا يترددون في الاستجابة لهؤلاء.
وأضاف أنه يلاحظ من سياق تلك الرسائل التي تنتشر بسرعة البرق بتداول أفراد المجتمع أنها غير صحيحة علميًا وطبيا، وفيها تضليل كبير للمرضى والمجتمع ، مما يترتب على ذلك تدهور صحة الأشخاص الذين يعانون من تلك الأمراض ، فكل ما يكتب في تلك الرسائل لا يستند على الطب المبني على البراهين والمرجع العلمي، وتعتمد على معلومات مضللة لا أساس لها من الصحة ، لافتًا إلى أن بعض المرضى قد يندفعون نحوها مسبوقين بحسن النية وآمالهم في التخلص نهائياً من معاناتهم ، وخصوصًا أن هناك أمراض مثل السكري والسرطان والكلى والضغط يترقب أصحابها أي بارقة أمل تنهي معاناتهم سواء مع العلاج الكيماوي أو الإشعاعي لمرضى السرطان ، ووخز الانسولين عند مرضى السكري ، ومن هنا نجد – للأسف – أن هناك من يستغل حاجة وظروف المرضى بالترويج عن أجهزته أو تركيباته العشبية أو خلطاته المجهولة ، والهدف من كل ذلك هو الربح المادي بأسرع الطرق وأقصرها ، وهذا الأمر بالفعل يدعو إلى ضرورة استمرار الحملات الرقابية على من يروجون عن ابتكاراتهم وتركيباتهم وخلطاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وذلك بالتحقق مع كل شخص يدعي القدرة على علاج الأمراض حفاظًا على سلامة المرضى.
وأوضح أن مثل هذه الرسائل يكثر فيها الدجل من أصحاب الضمائر الضعيفة، إذ إنهم يقومون بعمل إعلانات ودعايات وأرقام هواتف جوالات للتواصل معهم، معتمدة على اجتهادات فردية مضللة لا يؤخذ بها وهدفها الربح التجاري، فعندما نبادر بسؤالهم عن نوعية الوصفة المستخدمة يكون ردهم بأنها تركيبة سرية لعلاج المرض وهنا تكمن الخطورة القاتلة في أضرارها المستقبلية على الجسم وخصوصاً على الكبد والكلى.
ودعا أفراد المجتمع بعدم تداول مثل تلك الرسائل التي تحمل معلومات مغلوطة ومضللة ، وعلى المرضى بشكل عام عدم التجاوب مع هذه الرسائل والرجوع إلى الأطباء للتأكد من حقيقة الرسالة ومحتواها وما تتضمنه من معلومات ، فكم من الحالات توقفت عن العلاجات الصحيحة ودخلت في تجارب مدعي العلاجات ، ومع مرور الوقت تعرضت لمضاعفات خطيرة ، وعادت إلى وضعها السابق كما كانت من جديد.
ونصح البروفيسور الأغا في ختام حديثه الجميع بعدم الاعتماد على بعض المعلومات المكتوبة أو المسموعة والتي يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، لأن كثيرا منها لا يستند على الطب المبني على البراهين والمراجع العلمية، بل في الأغلب معلومات مضللة تكون أهدافها تسويقية وربحية ، وعدم التردد في الإبلاغ عن تلك الفئات لحماية المجتمع منهم.