اجتماعية مقالات الكتاب

الثقة الموجعة

•لا يعلمون كيف استطاع خميس الوصول لدكان “ابوسعد ” والعمل عنده في وقت وهو الذي كان حريصا على الا يعمل لديه اَي شخص الا بعد اختبارات معقدة حتى كما قال من يعرفه جيدا يردد: “أموال وحقوق ناس ما نضيعها بيد سفيه”، لكن خميس قلب الموازين ، اعتبر من يعرفه منذ وقت طويل كيف نجح في كسب ثقته سريعا الى درجة انه ينام معه في مسكنه ولا يستغني عنه رغم ان صوته يرتفع عندما ينام كأنه يحمل سرا ، حاول ” ابو سعد ” معرفة ماذا يقول لا يسمع الا صراخا بلا وضوح كلما حاول إسكاته ازداد ، قرر ان يدعو شيخا ليقرأ عليه ويكشف ما به من ضر، لكن الشيخ خاف بعد أول قراءة خرج مسرعا يردد: اعوذ بالله ، استغفر الله ، لا حول ولا قوة الا بالله ، مع كل ما حدث الا ان ” ابو سعد ” لم يستغن عنه ظل متمسكا به بشكل أثار اسئلة من حوله .

•سجل في الدفتر يا خميس ، هذه الكلمات تتكرر كثيرا خاصة بداية الشهر بانتظار نهايته بعد استلام الراتب للتسديد ، منهم من يمر أكثر من شهرين الحساب يرتفع والانتظار يطول مما يضطر خميس إبلاغ ” ابوسعد ” بالمتأخرين ، يمهلهم وقتا أطول مقدرا ظروف من يعمل خارج المدينة ممن يعمل ثلاثة أسابيع وإجازة أسبوع ، بعضهم أقل من ذلك.
•لم يكتشف ” ابو سعد ” التفاصيل الا بعد غياب خميس ، يومان ، ثلاثة ، الأيام تمر ولم يظهر خاف عليه من أصابته بمكروه ، قال لصديقه المقرب عن الغياب المفاجئ .

أجابه: بصراحة كنت اشك في تصرفاته ، ثقتك الزائدة منعتني من تحذيرك لانك لاتصدق ما يقال عنه مهما كان ، الان تدفع الثمن ، سرقك وهرب .
أين ؟ ربما لبلده ، اتوقع ان يختفي عن الانظار لوقت طويل اذا ذهب لمدينة أخرى ، قد يكون هناك من ساعده وخطط له عملية السرقة والاختفاء.
يقظة:
الثقة العمياء نتائجها موجعة ، كما يقال “المال السايب يعلم السرقة “، المؤشرات واضحة، من المنطق ان تكون جرس إنذار قوي لمنعها ووضع نهاية لتلك الثقة.

تويتر falehalsoghair
‏hewar2010@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *