حينما أقول إن كرة القدم مدرب، فأنا هنا لا ألغي دور الأدوات داخل أرض الملعب، ولكن في كرة القدم بالذات تحديد الهدف يبدأ مِن المدرب، وليس مِن الأدوات، وفور تحديد الاسم القادم لتدريب هذا الفريق أو ذاك، وقبل حضور هذا المدرب، يبدأ اللاعب في تحديد الهدف الذي يطمح للوصول إليه مع هذا المدرب، وبالتالي تأكد بأنك حينما تتعاقد مع مدرب شامخ في السنتين الأخيرتين ببطولاته وإنجازاته، فأنت هنا تُوجّه الرسالة مباشرةً للّاعبين والجماهير قبل المدرب نفسه بأنّ العمل سيكون للمنافسة على تحقيق جميع البطولات، وحينما تتعاقد مع مدرب مكسور الجناح في آخر السنوات فلا تُطالبه بالمنافسة على البطولات، ولا يُمكن مهما حاولت أنْ تجلس مع اللاعبين أنْ تُقْنعهم بأنّك ترغب فعلياً بالمنافسة مع هذا المدرب، ومِن هذا المُنْطلق تجد الفرق العالمية وهي تمتلك أقوى الأدوات في العالم تتعاقد مع أفضل المدربين القادرين على رفع سقف طموح اللاعبين العالميين معه، ولم نسمع في هذه الفرق أنّ الأهم الأدوات، وأنّ المدرب لا يهمّ إن كان اسماً كبيراً أم لا؟ لأنّهم وصلوا للمرحلة التي يعون فيها دور المدرب مع مرور الموسم، سواءً كانت النتائج مميزة أو حدث العكس، فاللاعب في كلّ الأحوال سيعلم بأنّ من يقوده مدرب كبير، ولديه تاريخ معروف، وأنّ الانتقادات ستتّجه إليه، أمّا إن كان المدرب عكس ذلك فإنّه سيكون العذر الأساسي للّاعب بعد أيّ سقوط، خاصة وإنْ كان تاريخ هذا المدرب يحمل الكثير من النكسات، وللأسف وعلى الرغم مِن أنّ دورينا هو الأغلى، إلّا أنّ بعضنا لا يُجيد اختيار المدرب المُناسب له مِن ناحية التاريخ والشخصية والأسلوب، وهذا الأمر يُعطّل مشاريع كثيرة كلّفت خزائن النادي أموالاً طائلة، ورسالتي هنا أوجهها مباشرة لإدارات الأندية الموقرة:
فكّروا مرة واحدة قبل التعاقد مع اللاعب، وفكّروا ألف مرة قبل التعاقد مع المدرب، لأنّ اللاعب مهما كان حجمه الفني فلن يُقدّم الإضافة دون تواجد مدرب يفتخر بتاريخه وإمكاناته وشخصيته وهو ذاهب يومياً للتمارين والمعسكرات والمحاضرات والمباريات.
فخلف أيّ فريق بطل مدرب كبير.