الدولية

العراق.. الصندوق الأسود يفضح مؤامرات الحشد الشعبي

بغداد – وكالات

لا تزال حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، تواجه ضغوطا أمنية وسياسية وهجوما إعلاميا عنيفا من قبل الفصائل الموالية لإيران ، منذ اعتقال القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح، فيما أكدت مصادر قريبة من لجنة التحقيق أنها باتت تحتكم على سيل من المعلومات تتعلق بالفصائل المسلحة ، وذلك من خلال اعترافات مهمة أدلى بها قاسم عن الصندوق الأسود لانتهاكات وجرائم الفصائل الولائية ، التي تمثل شبكة معقدة من الميليشيات النافذة في العراق والأذرع السياسية التي تغطي عليها.
وبحسب المصدر، ساعدت اعترافات المتهم في الكشف عن لائحة الاغتيالات التي طالت عشرات الناشطين والصحافيين التي نفذتها شبكة متمرسة من المسلحين التابعين لقيادات رفيعة موالية لنظام الملالي في طهران وتأتمر بأوامره ، موضحاً أن الشبكة نفسها تخترق الأجهزة الأمنية العراقية وتضمن حصانتها من وجودها في تلك المؤسسات.

وشغل مصلح منصب قائد عمليات الحشد الشعبي في غرب محافظة الأنبار منذ عام 2017، بالإضافة إلى قيادته لواء 13 المعروف باسم لواء “الطفوف” في كربلاء، التابع للحشد ، وطبقا للمصدر شملت الاعترافات إلى جانب الاغتيالات ،عمليات اختلاس كبرى، واستيلاء على منشآت ومرافق حيوية. ويرى مراقبون أن نهاية الاشتباك بين الفصائل والكاظمي ليست سهلة ، وتعتمد على الطريقة التي ستنتهي بها التحقيقات، والآلية التي ستعلن بها النتائج، حيث تراقب الفصائل بكثير من التربص خطوات الكاظمي القادمة وتستعد للأسوأ الذي تنتظره ، خاصة مع تكاتف معظم العراقيين مع إجراءات رئيس الوزراء ودعم جهود تقوية مؤسسات الدولة واستعادة هيبتها ، والتصدي للتدخلات الإيرانية التي سيطرت من خلال وكلائها من السياسيين وفصائلها المسلحة على مفاصل الدولة.
و رغم ما سبق وصرح به الكاظمي من أن حكومته لا تعتمد إلا على القليل من الدعم السياسي، وكذلك قلة الأدوات الفاعلة في الوزارات ، لكنه أكد أن حكومته امتلكت الجرأة والإرادة في الإصلاح والتصدي للفساد من خلال اللجنة التي شكّلها وأسند رئاستها إلى ضابط بارز في وزارة الداخلية ، وبدأت تفتح ملفات كبيرة للفساد ، ومشروع القانون الذي قدّمه رئيس الجمهورية برهم صالح إلى البرلمان، لاسترداد الأموال المنهوبة، التي قدرتها رئاسة الجمهورية بنحو 150 مليار دولار.

المواجهة الأمريكية
وفي الشأن العراقي أيضا كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن الولاياتِ المتحدة تكثف من جهودها لمواجهة التهديدات المتنامية من قبل الميليشيات العراقية الموالية لإيران في العراق، خاصة بعد حصولها على أسلحة متطورة. وزاد القلق الأميركي ، بحسب الصحيفة ، نتيجة لجوء الميليشيات إلى تنفيذ هجمات على المصالح الأميركية بواسطة طائرات مسيرة.
وكانت قيادات عسكرية أميركية وصفت قبل أيام بأن الطائرات المسيرة في العراق تمثل أكبر مصدر قلق ضد الجنود الأميركيين هناك.
وتحدثت عن أن الميليشيات الإرهابية الموالية لإيران ، حوّلت تركيزها من الهجمات الصاروخية إلى الهجمات عبر الطائرات المسيرة لاستهداف الوحدات الأمنية والعسكرية التابعة للولايات المتحدة.
وقال قائد القيادة الأميركية الوسطى، كينث ماكنزي، إن الطائرات المسيرة تشكل تهديدا خطيرا، لافتا إلى أن جيش بلاده يسارع إلى ابتكار طرق تكنولوجية لمكافحتها. وقالت “نيويورك تايمز” إن التهديدات التي تحيط بالوجود الأميركي اتخذت منحى تصاعديا مع لجوء الميليشيات الموالية لإيران إلى استخدام أسلحة متطورة في تنفيذ هجماتها.
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن إيران تحاول التخلص من العقوبات الأميركية من خلال استغلال الفصائل الموالية لها في العراق ومدها بالتكنولوجيا العسكرية لجعل الطائرات المسيرة أكثر تطورا وبتكلفة منخفضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *