اجتماعية مقالات الكتاب

مصير أسوأ من الموت

اكتشفت خلال فترة قريبة أن أحد أصدقائي منذ الطفولة قد مات.. في ذلك العام والعام السابق لم يكن حزني علي الراحلين أول أزمة وفيات لدي لتحزنني؛ شعرت بالحزن وجلست وحدي لفترة ثم قلت لنفسي “كل ما في الأمر أنه قد حان وقتهم.. حتى أنا ذات يوم سأموت”

لطالما كنت قلقة بشأن التقدم في العمر لفترة أطول بكثير مما كنت قلقة بشأن أي شيء آخر؛ كنت قلقة من الوحدة من أنني ذات يوم لن أكون امرأة جذابة أو ملهمة أو أستطيع تقديم أفكار ومن أنني لن أستطيع اللحاق بكل أحلامي .. مخاوفي ليست فريدة من نوعها بل هي مشروعة وحق لكل إنسان ..

قررت التحدث لصديقة عن الأمر فأخبرتني أن هناك العديد وحتى هي منهم قلقون بشأن ما سيحدث لنا في المستقبل؛ كل كبيرة وصغيرة في المستقبل حتى خطوط العبوس؛ بل وأخبرتني أننا لن نجد امرأة مرتاحة تمامًا لمستقبل وشكل حياتها.

في تلك اللحظات تمنيت لو أن باستطاعتي أن أستبعد مخاوفي وأتعامل معها على أنها أفكار غير عقلانية؛ أو حتى أعتبرها حالة فردية من الغرور والمضي قدمًا لكنني لم أتمكن من التغلب عليها؛ وظل الجواب الواضح والمحبط أمامي وهو أن قيمة الإنسان في العالم تكمن في مظهره .. منذ سن مبكرة جدًا كانت الإطراءات على مظهري قبل عقلي عوامل ساهمت جميعها في ترسيخ رسالة واحدة في ذهني وهي أن الجمال هو مفتاح النجاح؛ كلها أشياء مخيفة كانت تقتل الروح وتخبرنا ألا نكبر أبداً لأننا سنواجه مصيراً أسوأ من الموت.

الخوف من المستقبل ليس ظاهرة أنثوية حصرًا؛ فهناك العديد من الذكور يشكون منه .. ولا يسعني إلا أن أرى شكواهم كجزء من فئة مختلفة تمامًا من القلق؛ فمن الأسهل بكثير التعامل مع تأثير المستقبل عليك عندما لا تكون مبرمجًا لرؤية مظهرك على أنه قيمتك الكاملة بين الناس وموضع التقدير؛ من الطبيعي أن نتغير بمرور الوقت سواء للأفضل أو للأسوأ المهم فقط هو الاختلاف؛ إن تقدير نفسك كما أنت حاليًا هي طريقة ممتازة لتقبل ما قد يأتي عليك مستقبلاً؛ فنحن بحاجة إلى بناء مجتمعات وشبكات ندعم بها أنفسنا والآخرين حولنا خلال مراحل مختلفة من حياتنا.. لولا الأشخاص الذين نحبهم لأصبحنا لعبة في يد الآخرين؛ على الرغم من الصراع مع المستقبل ستشعر معه وكأنك في يوم من الأيام قد تمكنت من احتضان نفسك بشكل يستحق العناء من أجله.
Nevenabbas88@gmail.com
NevenAbbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *