الإقتصاد

ورد الطائف يغازل أسواق العالم

الطائف – عبدالهادي المالكي

ببلاغة الكناية والتشبيه ، تغنى شعراء بالورد ، وفاح عطره في أصوات كبار المطربين ، ولازلنا نردد مع صوت طلال مداح : (وردك يا زارع الورد فتّح ومال ع العود). لذلك يظل زارع الورد وقاطفوه وصناع عطره ، الفصل الأول في حكاية عشق الورد ، وفي الطائف المأنوس تزهو مزارع ومساحات خلابة بجمال الورد وقد حان قطافه ، لينثر عطره وعبقه في أسواق المملكة والعالم.

بدأت مصانع الورد بمحافظة الطائف لاستقبال اول طلائع المحصول من الزارع بوادي محرم لطبيعته الجغرافية المنخفضة ، فيما تستعد مزارع الهدا في قطاف الورد خلال الأسابيع القادمة بعد ذلك تليها مزارع الشفاء ، ومن المتوقع أن يبلغ الموسم ذروته بداية شهر رمضان المبارك.

ويؤكد مهتمون بزراعة الورد الطائفي ، أنه يعتبر من أغلى العطور في العالم ، نظرا لرائحته الزكية حتى أن الكثير من بائعي الورد في العالم يأتون إلى الطائف مع بدء هذا الموسم لحجز كميات كبيرة منه.

مزارعون بدرجة فنان
لكن ماذا عن فنون وفصول زراعة الورد ؟
يقول سراج كمال ، صاحب مصنع لاستخراج ماء الورد: الزراعة تبدأ في فصل الربيع وهو ما يعرف لدى المزارعين بـ “الطرف” ثم يقوم المزارع بعملية التقليم التي تزيد من كمية الإنتاج وتحسينه، بعد ذلك يتعهدها بالمتابعة والري حتى تزهر ، ويحين موسم القطاف الذي يكون تقريبا في منتصف شهر مارس من كل عام، وبعدها يقوم المزارع بتسويق الورد أو إنتاج الدهن والماء في معامله الخاصة.


وبالنسبة للتسويق فيتم حساب البيع بعدد الألف وردة ، وبالميزان تساوي 2.5 كيلوجرام، ويكون سعر شرائها من المزارع حسب ، ويزداد الإقبال على ماء الورد وعطره خاصة في شهر رمضان وفصل الصيف، أما عطره فتنفد كميته بسرعة للإقبال الكبير عليه ولمحدودية إنتاجه نظرا لأن التوله تحتاج إلى 13 ألف وردة .

ماء وعطر الورد
ويشرح كمال عملية صناعة ماء وعطر الورد الطائفي بقوله: يتم ذلك من خلال وضع مابين 10 آلاف إلى 13 ألف وردة في القدر الخاص بالتقطير وإشعال النار تحتها حيث يتجمع البخار الناتج ويخرج من أنبوب في غطاء القدر إلى داخل إناء به ماء لتبريد البخار ومن ثم التكثيف وتخرج قطرات إلى ما يسمّى “التلقية الأولى”.


من جهته يكمل عالي الشيخ ، أحد منتجي الورد، قائلا: ماء الورد له ثلاثة أنواع الأول ينتج في بداية عملية التقطير ويعرف بماء ورد العروس، والثاني يعرف بماء الثنو، والثالث يعرف بالساير، مبينا أن النوعين الثاني والثالث هما اللذان يتم تسويقهما ، وبشكل عام تتزايد ان مزارع الورد عاما بعد عام ، وفي بعض المواسم تزداد كميات المحصول بدرجة تفوق استيعاب المصانع. في السياق يتوقع تركي الشيخ ، أن يكون الموسم الحالي الافضل بسبب سلامة المحصول من البرد ، لكن ألقت جائحة كورونا بظلالها علي المصانع والمزارع بإلغاء مهرجان الورد ، وقلة الزوار من الخارج، لكن حظيت المزارع بنسبة من زوار الداخل وفق الاجراءات الاحترازية ، فيما تستعد أسواقنا وأسواق عديدة في العالم لاستقبال حصاد وعطر الورد الطائفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *