الدولية

10 سنوات دامية فاتورة مأساة الشعب السوري

البلاد – رضا سلامة

يصادف غدًا الاثنين مرور 10 أعوام على إنطلاق الاحتجاجات في سوريا في 15 مارس عام 2011 ، ثم تصاعدت المطالبات لإسقاط النظام بعدما بدأت عملية قمع المظاهرات بالقوة والسلاح مع تمدد تلك الاحتجاجات ووصولها مدنًا أخرى، ما تسبب لاحقًا في تحول الاحتجاجات السلمية إلى انتفاضة مسلحة للرد على عنف النظام تجاه المدنيين، ومع توسع الانتفاضة وسيطرتها على مناطق واسعة هددت بقاء بشار الأسد، استدعى الأخير إيران وميليشياتها وروسيا لمساعدته بقوة السلاح في القضاء على الاحتجاجات.
بعد عشر سنوات من اندلاع التحركات الشعبية ضده، يستعد بشار الأسد بعد أشهر لخوض انتخابات رئاسية تبدو نتائجها محسومة لصالحه، غير مكترث بما حدث خلال هذه السنوات وبأعداد القتلى من المدنيين السوريين منذ مارس 2011، الرقم يتراوح بين 117 و226 ألفًا، إضافة لعشرات الآلاف من المدنيين المحتجزين تعسفيًّا، ومنهم من لقي حتفه في المعتقل، بحسب الأمم المتحدة.

إلى ذلك، أغلبية مدن سوريا مدمرة، والجوع يهدد 12 مليونًا، فيما نزح أكثر من نصف سكان سوريا قبل الحرب البالغ عددهم 22 مليون نسمة، ونحو 6.6 ملايين في الخارج، وعدد كبير محاصر في إدلب بين قوات النظام والمعارضة، إذا هاجم النظام إدلب، ستحل كارثة غير مسبوقة.
وشكلت الأزمة السورية فرصة لإيران وميليشياتها بترسيخ وجودها مرورًا بالعراق، كما استغل الرئيس التركي أردوغان، الأزمة السورية ليثأر من الأكراد في الداخل والخارج، وليحتل جيشه المناطق الحدودية بمزاعم منع تدفق اللاجئين ولردع أي هجوم يشنه النظام السوري على إدلب، ولإحباط أية تجربة للحكم الذاتي الكردي في شمالي شرق سوريا، التي يمكن أن تشبه تجربة كردستان العراق، وتعزز تكرارها في جنوب تركيا.
ووسط تعارض المصالح الدولية والإقليمية يدفع الشعب السوري يوميًا فاتورة البطش من جانب النظام ، وأطماع إيران وتركيا وصمت المجتمع الدولي من جهة أخرى.

وبحسب مراقبين، الوضع الراهن في سوريا بعد 10 سنوات من اندلاع الاحتجاجات، أفضل الأوضاع السياسية والجيوستراتيجية للأطراف المنخرطة ، مشيرين إلى تعايشهم مع الأزمة، فعلى سبيل المثال، روسيا تمركزت في طرطوس والقواعد الفرعية بمناطق التماس، ومعنى ذلك أن موسكو ستظل هناك بصورة كبيرة، كما لا يوجد تصور في الوقت الراهن بخروج قوات حزب الله أو قوات الحرس الثوري الإيراني، وتركيا رسخت وجودها وميليشياتها في الشمال السوري، ومن ثم يجب البحث عن حلول جذرية لعلاج كل هذه الأزمات.
ورأى المراقبون أن حل الملف السوري يخضع لعدة سيناريوهات على رأسها “المقايضة الدولية”؛ وهو يعتمد على فكرة أن تدخل روسيا في رهانات مع الجانب الأمريكي وتتم التسوية بملف مقابل ملف، أما السيناريو الثاني هو التوافقات بالاحتفاظ لروسيا وأمريكا بمناطق النفوذ الموجودة والتعامل معها دون صدامات وبالتالي يتم التعايش مع حدود الأزمة وعدم تفجرها وإبقائها في دائرتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *