متابعات

الباعة الجائلون وباء متنقل

جدة ـ عبد الهادي المالكي

وضع عدد من أهالي جدة تساؤلاتهم وهواجسهم على طاولة أمانة جدة حول زيادة أعداد الباعة الجائلين في إشارات المرور وبجوار المتنزهات وفي ساحات المساجد، والاسواق داعين إلى وضع حد لهذه الظاهرة التي تزداد يوما بعد الآخر، خصوصا في مثل هذا الظرف الاستثنائي خاصة أن الخضروات والفاكهة تحديدا الفراولة التي يبيعونها مجهولة المصدر، مؤكدين أن الفراولة ربما تكون ملوثة والخضروات الورقية قد تكون مروية بمياه الصرف الصحي، كما تضمنت مطالب الأهالي إيقاف “منصات” البيع المتحركة في الإشارات، خاصة في هذا الظرف الاستثنائي والتي يتطلب من الجميع الحذر والتباعد وتنفيذ البرتوكولات الصحية.

وفي هذا السياق أوضح محمد المنتشري أن الباعة الجائلين في اشارات المرور في كل موسم لديهم سلع يبيعونها فمثلا في ايام الصيف يبيعون مياه الشرب والخضروات وفي هذه الايام تسود “موضة” بيع الفراولة والكمامات داعيا إلى وضع حد لهؤلاء حفظا على الصحة العامة.

وأضاف بقوله: بعضهم يبيع المانجو وهناك الرمان وبعضهم يمشي بعربة حاملا فيها طماطم أو خيار وغير ذلك من الخضروات التي اشتراها بأسعار زهيدة ويبيعها بمبلغ زهيد أيضا، وذلك ما يجعل الأهالي يشترون منهم نظرا لقلة أسعارهم، ولكن المشكلة في الجودة فهي غير مضمونة وأكثرها فاسد وغير نظيف.

من ناحيته يقول سعيد الغامدي إن باعة اشارات المرور يتعاملون في منتجات مجهولة المصدر، ربما تتغذى من مزارع الاهتمام بها قليلا، حيث تروى بمياه مجاري والبعض الآخر بمياه غير نقية بشكل كامل، ولذلك تجد الفواكه والخضروات التي تباع من المزرعة أسعارها زهيدة، ولا توزع إلا على أصحاب البسطات يحرجون عليها ويبيعونها بأسعار زهيدة.

وقال مشهور المالكي إن الباعة الجائلين في الاشارات يغيرون بضاعتهم التي يبيعونها وفي هذه الأيام تحولت بعض اشارات المرور لصيدليات متحرّكة تبيع الكمّامات الطبّية، بكلّ أنواعها المعروفة ويبدو أنّ الباعة متناغمون وفقا للظروف وتعتمد على احتياجات الناس المتقلّبة، وأحوج ما يحتاجه الناس الآن وفي ظلّ جائحة كورونا هو الكمّامات الوقائية.

من ناحيته أوضح عمر محمد صاحب محل في مجمع تجاري بجدة أن انتشار باعة البطاطس والبليلة في المجمع بشكل كبير يسبب ربكة في السير وزحاما خانقا، وقد سمعنا بشكاوى كثيرة من الأهالي بسبب التسمم والنزلات المعوية التي أصابتهم من البطاطس المكشوفة ومحتوياتها مثل الحمر والثوم والزيت الذي يصنع به.

وأضاف بقوله: هؤلاء العمال يبيعون البطاطس بأسعار غالية جدا ومبالغ فيها، ولا يكتفون بالبطاطس بل يبيعون العصيرات التي تصنع بطريقة بدائية مكشوفة معرضة للذباب والحشرات.

وفي السياق نفسه قال الدكتور هاني الغامدي: ما يقوم به الباعة المتجولون عند الإشارات غير صحي وغير نظامي، لذا ادعو افراد المجتمع بعدم التعامل مع المنصات المتحركة عند اشارات المرور، لافتا إلى ان الكمامات التي يتم بيعها عند الإشارات لا تخضع للمواصفات من حيث “الطبقات” وجودة القماش والمقاسات لذا فإنها تباع بأسعار زهيدة وربما لا تقي الانسان من الفيروس، كما أن الفاكهة التي يبيعونها تكون معرضة للتلوث وأشعة الشمس ولا تصلح للاستهلاك الآدمي.

من جهتها قالت اخصائية التغذية أمل محمد: في سلامة الاغذية من المهم الانتباه الى طريقة التصنيع والتحضير والتخزين للأغذية للتقليل من حدوث التسمم الغذائي، اما الشراء من الباعة المتجولين يزيد من فرصة حدوث التسمم الغذائي وغيرها من الامراض المرتبطة بسلامة الغذاء مثل جرثومة المعدة والتي تعتبر منتشرة في مجتمعنا. الأغذية تكون مجهولة المصدر وتم تحضيرها في منازل او اماكن ليست مؤهلة لتحضير الاغذية بشكل سليم ويكون الشخص الذي حضرها لا يعلم اسس السلامة والغذاء وقد يؤدي هذا لانتقال الكثير من الامراض الباكتيرية والڤايروسية من الشخص الى الطعام. بالاضافة الى تخزين الخضروات والفواكه في اماكن غير مؤهلة للتخزين وفي درجات حرارة مختلفة، وتتعرض الاغذية ايضا الى اشعة الشمس لساعات طويلة اثناء البيع والى الغبار وعوادم السيارات وغيرها من الملوثات الخارجية التي تؤدي الى فساد الخضروات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *