متابعات

أبحر الشمالية.. «سبخات» تؤرق السكان

جدة ـــ عبدالهادي المالكي – تصوير المحرر

يعاني ملاك الأراضي السكنية في أبحر الشمالية، من مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية و”السبخات” التي تعيق البناء وتتسبب في العديد من المشكلات من بينها تآكل قواعد المباني، والتأثير على أساساتها، ما جعلهم يطالبون بإيجاد حل جذري لهذه المشكلة، خصوصا وأن اقتراب المنطقة من البحر يجعل منسوب المياه الجوفية فيها عاليًا، بالقدر الذي لا يسمح حتى ببناء “بدروم” إلا بعد دفع مبالغ طائلة في مواد البناء، بأضعاف ما يدفع في الحالة العادية لتشييد المنازل. وطالب الأهالي بإصلاح التربة من الجهات المعنية ليتمكنوا من تفادي الخسائر الفادحة التي يتعرض لها أصحاب المساكن الحالية والمخططون للبناء في أبحر الشمالية مستقبلًا.


ويقول محمد المنتشري، إنهم طالبوا كثيرا بمعالجة هذه المشكلة، التي تؤثر حتى على جودة الشوارع، فكثيرا ما تتآكل وتكلف الأمانة مبالغ طائلة في إصلاحها بسبب “السبخات” التي تتكون عقب هطول الأمطار، فيما ذكر أبو سعيد أحد سكان الحي، أنه لم يكن يتوقع قبل سنوات عدة أن يعاني حي أبحر الشمالية الذي توجد به خدمات مميزة في شتى المجالات، غير أنه تفاجأ بمشكلة “السبخات”، باعتبارها المشكلة الوحيدة التي تؤرق سكان الحي ويبحثون مع الجهات المعنية لإيجاد حل لها، مشددا على أهمية وقوف أمانة جدة وأعضاء المجلس البلدي على وضع الحي، والعمل على الارتقاء بالخدمات فيه.
وأضاف: “حينما يأتي ذكر منطقة أبحر فإن المشهد الذي يتبادر إلى الذهن يتمثل في أنه حي مخطط بشكل مثالي مع خدمات مميزة وجودة حياة، ولكن ما يعكر صفو ساكنيه هو ارتفاع معدل المياه الجوفيه، ما يعمق المشكلات في بعض شوارعه الخلفية، لذلك على الجهات المعنية معالجة المشكلة على وجه السرعة، خصوصا أسفلت الشوارع يتهالك بسرعة بسبب “السبخات”.


وفي السياق ذاته، أوضح عبدالله القرني، وظافر الشهري، وفوزي العمري، أن المخطط الذي يقيمون منذ قرابة 40 عاما، حظي بعناية وخدمات عالية الجودة طوال السنوات الماضية، ولكن هناك بعض المشكلات التي ينبغي أن يوجد لها حل، مثل منسوب المياه الجوفية العالي، وكذلك تراخيص البناء التي يدفع فيها المواطن أموالا طائلة، إذ وصلت تكلفة الترخيص والكروكي إلى 15 الف ريال، وبالرغم من أن البلدية قامت بعمل السفلتة والإنارة إلا أن بعض الشوارع ينقصها التأهيل بعد تسبب “السبخات” في تهالكها.

شبكة الصرف
وقال وليد خفاجي، وعبدالعزيز الغامدي: “بدأنا في البناء والسكن في المخطط منذ 15 سنة، وكان يحدونا الأمل في معالجة مشكلة المياه الجوفية سريعا، ولكن لم يحدث ذلك، ولا زلنا نعاني منها، كما أننا ننتظر عمل شبكة الصرف الصحي التي لم تنفذ بسبب هذه المشكلة”. وتابعوا: “الحي ينقلب في موسم الأمطار رأسا على عقب حيث تتحول الشوارع والميادين إلى برك مياه ولا يمكن أن تميز بين الإسفلت من الرصيف، بالإضافة إلى وجود حفر عميقة في بعض الشوارع تزيد من خطورتها المياه الجوفية القريبة من سطح الأرض. وما يزيد الأمر سوءا أن تضاريس الحي بها بعض “السبخات” التي تختزن المياه حيث تظل المستنقعات لفترة طويلة ما يعرقل حركة السير في بعض الأماكن”.


سرقة الكيابل
ولفت عدد من سكان أبحر الشمالية أنهم يعانون من سرقة كيابل الكهرباء، لافتين إلى أن الحي كان في السابق ضمن إطار بلدية ذهبان، وتمت إضافته إلى بلدية أبحر التي اجتهدت في توفير الخدمات للأهالي، غير أنهم لم يتواصلوا بشكل مباشر مع السكان لمعرفة ما يعانون منه فعليا وبالتالي حل المشكلة العالقة منذ سنوات وتشكل هاجسا للسكان وأصحاب الأراضي السكنية، موضحين أنهم قاموا بمراجعة الأمانة وقدموا العديد من المطالبات ولكن بقي الأمر كما هو عليه. وتابعوا: “سبق وأن أبلغتنا الأمانة أن نسبة البنيان قليلة، ولكن الوقت الراهن وصلت النسبة إلى نحو 75 %”، مؤكدين أنهم راجعوا قسم المشاريع في الأمانة فأبلغهم أحد المهندسين أن العقد الذي يخص المخطط تم إرساله للجهات المعنية ولم يتم الرد حتى تاريخه، آملين أن تحل المشكلة في القريب العاجل.


تشجير محيط المسجد
إمام المسجد عبدالعزيز المالكي، قال إن مشكلة المياه الجوفيه تنعكس على وضع الشوارع في موسم الأمطار، إذ لا تتحمل هذه الشوارع المزيد من المياه وتتحول بالتالي إلى بحيرة تتطلب سحبا عاجلا للمياه، وهو ما تقوم به البلدية فعليا، ولكن يتكرر المشهد مع هطول الأمطار مرة أخرى، لذلك لابد من إيجاد حل جذري للمشكلة وليس مؤقتا. وأضاف “نحن بحاجة أيضا لمواقف مخصصة للمسجد وتشجير حوله للتخفيف من درجات الحرارة خلال فصل الصيف”.
وأضاف المالكي: “بعد الأمطار الأخيرة التي شهدتها أحياء أبحر الشمالية وضعت البلدية حلولا مؤقتة في الشوارع لتخفيف نسبة المياه، وتيسير حركة المرور، ولكن هذه الحلول لا تلبي احتياجات السكان ولا بد من حل دائم”.

تحديد المشكلات ومعالجتها
يتميز حي ابحر الشمالية بجدة بموقعه الاستراتيجي على البحر مباشرةً والذي يقع على طول الناحية الجنوبية والناحية الغربية منه. كما أنه يقع بالقرب من بعض الأحياء الأخرى مثل حي الشراع وحي الياقوت وحي اللؤلؤ الذين يحدونه من الناحية الشمالية.
بالإضافة إلى ذلك، يتخلل الحي عدد من الشوارع الرئيسية التي تُعد حلقة وصل بينه وبين الأحياء المجاورة له
وسبق وأن حملت بلدية أبحر الشمالية المقاولين مسؤولية انتشار مخلفات البناء داخل الأحياء لعدم التزامهم وامتثالهم لاشتراطات البناء ، مؤكدة أن فرق البلدية تنفذ جولات ميدانية دورية في نطاق البلدية لرصد الملاحظات والعمل على معالجتها حسب الأولويات والإمكانات المتاحة.
وأشارت البلدية إلى إعداد دراسة لأحياء أبحر الشمالية، كل على حدة، لتحديد مشاكل كل حي منها لمعالجتها، لافتة إلى أنها تعكف على الحد من انتشار مخلفات البناء وصيانة الطرق ومتابعة أعمال المقاولين لمعرفة مدى التزامهم باشتراطات البناء. وذكرت أن أبرز مطالب مراجعي البلدية تتمثل في معالجة البنية التحتية في الأحياء وتنفيذ مشاريع للسفلتة والإنارة وصيانة الطرق وتم رفعها للإدارات المعنية بذلك داخل الأمانة لمعالجتها نهائياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *