اجتماعية مقالات الكتاب

أنت المُعلم

كثير هُم من يحلمُون بأن يكون لهم شأن عظيم في أحد مجالات الحياة التي يُحبونها منذ أن كانوا صغاراً، واستمر معهم ذلك الحُلم إلى أن وصلوا لمرحلة ما، ثم وجدوا أنفسهم غير قادرين على تحقيقه، بل أن ذلك الأمر هو من المُستحيل بعينه.

وعند سؤالهم عن السبب وراء استحالة ذلك الأمر، تجدهم غالباً ما يُرجعونه إلى فوات الأوان؛ إما بسبب أعمارهم، أو عدم إمكانية الحصول على قبول من الجهات التعليمية التي تؤهلهم لأن يكون لديهم المعرفة الكافية وتمنحُهم الفرصة لتطوير قدراتهم وتوجيههم حتى يصلوا إلى أهدافهم التي يطمحون الوصول إليها.

وإذا ما تجاوزنا عامل العُمر باعتبار أنه ليس عقبة حقيقية في غالب الأحيان عند أصحاب الطموحات الجادة، يتبقى لدينا إشكالية اكتساب المعرفة والتعلم، تلك الإشكالية التي كانت وما زالت السبب في تحطيم الكثير، ومنعهم من التقدم خطوة للأمام !

نعم؛ لا نستطيع أن ننكر – بأية – حال من الأحوال أن تلك العقبة قد تكون موجودة لدى البعض ممن ليس لديهم القدرة على الالتحاق بالجهات التي تقدم التعليم بصورته المنهجية المنظمة بسبب ظروفهم المادية أو حتى عدم توفر الوقت الكافي لديهم ليلتحقوا بها، علماً بأن لديهم الرغبة في التعلم وتطوير ذواتهم بالمجالات التي يحبونها.

وهذه الإشكالية من المُمكن أن تُحل في الحين الذي نُدرك فيه مفهوم ‹‹التعلم الذاتي››، والذي يكون فيه صاحب الطموح هو المُعلم الأول لذاته من خلال البحث الجاد بشتى الوسائل عن كل صغيرة وكبيرة تخص ما يُريد تعلمه، ولعل هذا الأمر ليس بالعسير في ظل ما يتوفر لدينا من أدوات كثيرة على رأسها شبكة الإنترنت المليئة بالمعلومات.

العبرة الحقيقية دائماً هي بالقيمة التي نكتسبها من المعرفة وتظهر على سلوكنا، بل وقد تتيح لنا من الفرص ما يوصلنا إلى طموحاتنا بشكل أسرع وأجدر ممن سبقونا، الأهم دائماً ألا تستهن بذاتك وتعلم معنى وكيفية ‹‹التعلم الذاتي››.
szs.ksa73@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *