متابعات

ملابس تجلب الأمراض في سوق الصواريخ

 جدة ـ ياسر بن يوسف – تصوير : خالد بن مرضاح

في حوش غير مكتمل، مكتظ بالنفايات وبقايا الأخشاب بسوق الصواريخ، تجد بعض الوافدين الأفارقة يجلسون بجوار محل لبيع الملابس المستعملة، ملابس لا يدري الإنسان مصدرها، وفيما إذا كان من سبق أن استخدمها مصابا بمرض خطير، والشيء الذي يدعو إلى الاستغراب أن هناك من يشتري هذه الملابس البالية، والأدهى من ذلك أن الملابس المعروضة في الهواء الطلق موجودة في موقع مليء بالنفايات من كل شكل ولون. وأجمع عدد من رواد الحراج أن سوق الملابس المستعملة رائج في هذا الموقع، وأن نابشات القمائم يجلبن الملابس القديمة ويتم غسلها وكيها ومن ثم عرضها في حوش النفايات. وقال محمد على المنتشري: إن السؤال الذي تتصاعد وتيرته، كيف يسمح لهم بعرض ملابس مستعملة في سوق له تاريخه؟ وأين مراقبو البلدية الفرعية من هذا المشهد الذي يصدم العين؟.


وفي نفس السياق، أوضح علي الرشيدي أن الملابس المستعملة يتم جمعها بواسطة نابشات القمائم من البيوت، حيث يطرقن أبواب المنازل بحثا عن الملابس المستعملة. وأضاف أن هناك مشترين أفارقة يأتون خصيصا إلى الحراج من أجل شراء الملابس المستعملة وتصديرها إلى بلدانهم في حزم كبيرة، داعيا إلى ضرورة ملاحقة باعة هذا النوع من الملابس بواسطة الجهات المعنية.وأضاف أن هذه الملابس ربما تكون حاملة للأمراض، وأن الضرورة تقتضي قيام مراقبي البلدية الفرعية بمتابعة مثل هذه المشاهد.
من جهة أخرى، حذر عدد من أخصائيي الأمراض الجلدية من استخدام الملابس المستعملة لأنها وسيلة لنقل الأمراض لأنها على حد قولهم تكون في الغالب ملوثة بالبكتيريا والفطريات.


وأضافوا أن ظاهرة بيع الملابس المستعملة في الأسواق الشعبية لها مخاطر جمة، وأن أكثر مستخدمي هذه الملابس هم من الوافدين، وأن على البلديات الفرعية منع مثل هذا النشاط التجاري الذي يضر بالصحة، لأن هذه الملابس تحمل في أنسجتها فيروسات البكتيريا والفطريات، وربما يتعرض مستخدمها إلى الإصابة بالحساسية التي يصعب علاجها، كما أنها قد تسبب الحكة الشديدة وتنقل الأمراض الجلدية كالجرب والتينيا أو البهاق إضافة إلى أمراض تنتقل إلى الشخص السليم عن طريق العدوى.
وتقول الدكتورة عبير سعد استشارية التجميل: أن استخدام المستحضرات والمساحيق التجميلية المقلدة التي تباع في سوق الصواريخ وخصوصا الكحل والروج وبودرة الخدود قد يؤدي إلى تشويه وجوه النساء، مبينة ان نسبة كبيرة من السيدات وخصوصا الفئة العمرية الشابة يستخدمن المساحيق والمستحضرات التجميلية المقلدة التي تباع في الأرصفة أو المحلات الرخيصة لاعتبارات والظروف المادية . وأرجعت اسباب استخدام المستحضرات الرخيصة الى انتشار كل انواع المستحضرات التي تحتاجها النساء بأشكال والوان متعددة، ورخص ثمن المنتج، وأخيرا ضعف الوعي الصحي بخطورة هذه المستحضرات وما تحتويه من تركيبات خطيرة ومسرطنة تشوه جمال وجوه النساء.


وخلصت الى القول إن بعض المواد الكيميائية المستخدمة في المستحضرات المقلدة قد تحوي مواد مسرطنة، داعية السيدات إلى عدم استخدام المستحضرات والمساحيق المقلدة تجنبا للمضاعفات الخطيرة التي قد تحدث في الوجه نتيجة تفاعل المواد الكيميائية الموجودة في التركيبة المقلدة مع البشرة الحساسة او الدهنية، وضرورة استخدام المواد الآمنة من المراكز المعروفة حفاظا على سلامة وصحة البشرة.
ورأت استشارية الأمراض الجلدية الدكتورة ميمونة عبد المتين ، أن مخاطر الملابس المستعملة تزداد أكثر في حال ارتدائها على حالتها لكونها ربما تحتوي على الميكروبات العالقة بها وكذلك القمل والعثة، وهذا ما يتطلب غسل الملابس جيداً وتعقيمها وتطهيرها من خلال المنظفات الأساسية للتخلص من الميكروبات العالقة بها.

ونوهت أن بعض الأشخاص غير المقتدرين ماديًا قد يلجأون إلى شراء هذه الملابس ، ولكن لابد أن يدركوا أهمية غسلها جيداً بالماء الحار والمساحيق المنظفة والتنشيف جيداً تحت أشعة الشمس لضمان خلوها من أي شوائب أو بكتيريا .
وأكدت أن بعض نوعية الأقمشة على وجه التحديد تحمل الكثير من الفطريات والتي تقوم بالتفاعل بدورها مع العرق الناتج عن الجسم ودرجات الحرارة المرتفعة، مما يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل والأمراض. وكانت أمانة محتفظة جدة في وقت سابق ممثلة في جهود بلدية المليساء في سوق الصواريخ اتلاف عدد 69 طن ملابس مستعملة وغير صالحة للاستخدام الآدمي واتلاف عدد 3058 مستحضر تجميل غير صالح للاستخدام الآدمي. إزالة عدد 96 بسطة مخالفة. ازالة عدد 46 عربة باعة جائلين مخالفة. التحفظ وسحب عدد 32 سيارة وناقلة مخالفة. صرح بذلك محمد البقمي المتحدث الرسمي لأمانة جدة، مشيرا الي الجهود الكبيرة التي تعمل وتقوم عليها الأمانة في متابعة كافة الأسواق والمحلات التجارية بلا استثناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *