البلاد – مها العواودة، هاشم آل الهاشم
ضرب تفجيران إرهابيان وسط العاصمة العراقية بغداد أمس (الخميس)، ما أدى إلى مقتل 35 شخصا، بينما أصيب 100 آخرين حسب الإحصائية الأولية، في استهداف لزعزعة الاستقرار قبل الانتخابات المقبلة التي حدد لها يوم 10 أكتوبر القادم.
وقال الجيش العراقي، إن الانفجارين وقعا في منطقة ساحة الطيران الشعبية وسط بغداد، مشيرًا إلى أن انتحاريا مرتديا حزاما ناسفا فجر نفسه، وبعدما هرعت القوات الأمنية والمسعفين إلى المنطقة فجر انتحاري آخر نفسه في المكان ذاته، فيما أوضح الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول عبدالله، أن انتحاريين اثنين فجرا نفسيهما أثناء ملاحقتهما من قبل القوات الأمنية في منطقة الباب الشرقي بوسط بغداد.
وأكد الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، إن أحد الانتحاريين تظاهر أنه بحاجة للمساعدة لجمع أكبر عدد من الضحايا، مضيفًا أنه كانت هناك ملاحقة لأحد الانتحاريين وقام بتفجير نفسه، مؤكدًا أن الإرهابيين يحاولون استهداف المناطق الشعبية لكبر حجمها، لافتًا إلى أن الأجهزة الأمنية العراقية أحبطت الكثير من العمليات الإرهابية، مبينًا أن التحقيقات مستمرة لمعرفة من ساعد الانتحاريين.
من جهته، قال الرئيس العراقي برهم صالح، في تغريدة له على “تويتر”: “إن الجماعات الإرهابية تستهدف الاستحقاقات الوطنية بتفجيري بغداد. سنقف بحزم ضد المحاولات المارقة لزعزعة استقرار بلدنا”، فيما أكد التحالف الدولي مواصلة دعم الحكومة العراقية لتحقيق الاستقرار.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية الدكتور حسن ناظم لـ”البلاد”، إن التفجيرات تستغل التوترات التي تشهدها المنطقة والعراق وتضاعف الصعوبات، مؤكدا أن هذا العمل الإرهابي يهدف إلى زعزعة الاستقرار، ويأتي في وقت عصيب تمر به العراق في الوقت الذي تعمل الحكومة في ظروف صعبة أمنيا واقتصاديا، بعد تراجع العمليات الإرهابية في بغداد تحديدا، منوها إلى أن عودة التفجيرات التي تستغل التوترات بالمنطقة والعراق يضاعف الصعوبات التي تواجهها الحكومة.
من جهتهم، وصف سياسيون عراقيون التفجير بالخرق الأمني الخطير، خاصة وأن بغداد تشهد منذ أكثر من أسبوع استنفارا أمنيا غير مسبوق، مؤكدين أن ممارسات إيران في المنطقة والعراق تحديدًا مسؤولة عن ظهور العمليات الإرهابية الإجرامية.
وقطع الكاتب والمحلل السياسي العراقي الدكتور عماد الدين الجبوري، بأن التفجير الإرهابي يحمل رسائل عدة أبرزها أن العراق لا يزال أسيرا في قبضة الأحزاب الموالية لإيران، المسؤولة عبر جرائمها في العراق وعن نشأة تنظيم داعش، مشيرا إلى أن جميع المعطيات والمؤشرات تؤكد أن المد الإرهابي من تنظيم القاعدة إلى داعش دخلت إلى العراق عبر جارة الشر والسوء إيران. وأضاف “لا يُستبعد أن إيران بطريقة ما تريد توجيه رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، بأن الوضع غير مستقر ومن الممكن أن يتجه نحو الأسوأ في حال استخدام واشنطن القوة ضد إيران”، محذرا من خطورة الفصائل الموالية لإيران التي تمثل دولة عميقة داخل العراق، تتحكم في شؤون الدولة وتنفيذ الأهداف الإيرانية، مشيرا إلى أن مصلحة طهران هي ألا يكون هناك استقرار في العراق والمنطقة لتكمل مشروعها السياسي والطائفي.
في السياق ذاته، قال المحلل السياسي والبرلماني العراقي السابق الدكتور عمر عبد الستار: “من الواضح أن إيران تريد إرسال رسالة للإدارة الأمريكية الجديدة مفادها أنها عازمة على مواصلة زعزعة استقرار المنطقة”، مبينا أن القضاء على المليشيات هو التحدي الماثل أمام الحكومة العراقية، مؤكدا أن طهران تسعى بكل السبل لتكون بغداد تحت سيطرتها لذلك تختلق الفوضى بالتنسيق بينها وداعش ومليشيات الحشد الشعبي.