اجتماعية مقالات الكتاب

أقصى اليسار

في وسط هذه الحياة المليئة بالمواقف والأحداث النابعة من آراء أصحابها بين التأييد والمعارضة وبين الرأي والرأي والآخر نجد أن الجميع من العقلاء يحاربون التطرف ودائماً ما يميلون إلى الاعتدال والوسطية في جميع الأقوال والأفعال.
كما أننا نجد أن قيم الوسطية هي أحد أهم الركائز التي شرعها ديننا الإسلامي، بل وجعل منها ميزة تمتاز بها الأمة المحمدية باعتبارهم أمة الوسطية، وذلك لما للوسطية من آثار إيجابية في التعامل مع الذات ومع الآخر، دون إفراط ولا تفريط.
فالاعتدال بصورته الطبيعية هو تجنب التطرف في الحكم وكذلك التطرف في النظرة للآخرين حتى مع وجود عدم القبول لما يعتقدون، وهذا الأمر لا يتعارض مطلقاً مع مبادئ الإصلاح ونشر الوعي الفكري والاجتماعي ؛ ولكن بضوابط واضحة.

وبعيداً عن توصيف الاعتدال والحديث عن محاسنه، قد نجد الكثير منّا يحارب التطرف بصورته المتشددة والتي عادة ما تكون في أقصى اليمين، وذلك لما قد تنتجه من عقليات متزمتة يصل بها التفكير لمرحلة تكفير من يختلف معها، وهذا الأمر بلا شك واقع سبق وأن شاهدناه وعايشنا أحداثه من خلال ما رأينا من أفعال الإرهابيين.
ولكن كما أنه يوجد تطرف لأقصى اليمين يجب علينا أن لا نُغفل ما قد يتشكل من تطرف يساري يُنتج لنا عقليات منحلة لا تؤمن سواء بأهوائها الخارجة على جميع القيم والمبادئ والعادات السويّة ؛ مما قد يذهب بنا إلى عوالم لا تقل خطورة عما سبق وشاهدناه من خلال الأحداث التي آلمتنا كثيراً، فالانحلال هو الوجه الآخر للتشدد ويجب علينا مُحاربته دائماً.

فالحرب هي حرب على التطرف بجميع صوره وأشكاله، ولنتذكر دائماً رسالة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – حينما قال : ‹‹لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال، واستغلال يُسر الدين لتحقيق أهدافه وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك››.
szs.ksa73@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *