متابعات

حكمة القادة ترسخ استقرار ومستقبل البيت الخليجي

جدة – البلاد

في رحاب العلا أرض التاريخ، وبرمزية مزاياها الجامعة للحضارات، تحتضن المملكة العربية السعودية اليوم القمة الحادية والأربعين لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، متوجة دورها الرائد ومواقفها المشرّفة في توحيد الصف وروح التضامن، وقد رحب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإخوانه القادة، آملا، حفظه الله، أن تتكلل أعمال القمة بالنجاح لتعزيز العمل المشترك. هذه الإرادة الصادقة دليل راسخ متجدد على الأهمية البالغة التي يوليها قادة دول المجلس، لتعميق التكاتف والتعاون، والحرص الجماعي على وحدة المواقف تجاه مجمل القضايا، والمتغيرات الإقليمية والدولية.

القمة التي تستضيفها المملكة ، وإن جاءت في دورتها الاعتيادية ، إلا أن جدول أعمالها حافل بملفات أساسية في مقدمتها استشراف المستقبل بالمزيد من المكتسبات الضخمة ، وتلبية تطلعات شعوب دول المجلس، ما يجعلها قمة تاريخية بامتياز.. كما تتوجه الأنظار خليجيا وعربيا وعالميا إلى القمة ، لما ستناقشه من ملفات وقضايا مصيرية ، في ظروف دقيقة تمر بها المنطقة والأمة ، حيث تواجه تدخلات إقليمية من دول مارقة طامعة وميليشياتها الإرهابية، وتحديات جساما تستدعي الحفاظ على الكيان الخليجي الذي يعد النموذج العربي الأبرز للتعاون والعمل المشترك على مدى أربعة عقود متصلة ، والقدرة خلالها على التماسك والصمود، والتعامل الحازم مع المخاطر الإقليمية ، وحصافة التفاعل مع المتغيرات الدولية.
من هنا تستبشر شعوب دول المجلس بأجواء قمة العلا ، وما سيسفر عنها من نتائج على كافة الأصعدة للحاضر ولمستقبل الأجيال بكل ما يحمله ذلك من آمال وطموحات وفرص نحو كيان خليجي مترابط يدفع بعجلة التنمية والتقدم والأمن والازدهار الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وولي العهد كل الاهتمام.

المملكة حصن الخليج
طوال المسيرة الخليجية الطويلة ، تحرص المملكة بمكانتها وثقلها ومواقفها المشرفة ، على مسؤولياتها الكبيرة تجاه تماسك مجلس التعاون ليس فقط لكونها دولة المقر حيث الأمانة العامة وما توفره لها من كل أسباب الدعم لتفعيل العمل المشترك ، إنما أيضا باعتبار المملكة العمق الاستراتيجي وصمام الأمان لدول المجلس وللأمة العربية ، وحرصها على سلامة مسار سفينة المجلس في خضم التحديات، وتتلاقى في ذلك مع الدول الشقيقة ، حفاظا على وحدة الصف وتحصينه ضد المؤامرات والأجندات الخارجية. فالمملكة وهي عمود الخيمة الخليجية، تدرك أن أمنها واستقرارها من أمنه واستقراره، ويقين راسخ بشعار (خليجنا واحد) والذي يعني على أرض الواقع وبالحسابات الاستراتيجية ، أن الأمن الخليجي كلٌّ لا يتجزأ ، كما هي ثوابتها في السياق الأصيل لدورها الرئيسي المؤثر تجاه قضايا وحقوق الأمة.

رؤية الملك سلمان
لقد دأبت المملكة على تقديم كل ما من شأنه زيادة أواصر الترابط بين دول المجلس وتعميق التعاون وصولاً إلى وحدة ناجزة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من خلال حشد طاقات دولة وفق تخطيط مدروس لتحقيق المصالح وحفظ المنجزات الحضارية. هذه المبادئ الراسخة للسياسة السعودية جسدتها رؤية وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – التي اعتمدها المجلس في عام 2015م ، والرامية لتحقيق التكامل المنشود أمنياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً ، وتتجلى هذه الرؤية الحكيمة في جوهر أهداف وأعمال قمة العلا التاريخية اليوم، من أجل تعزيز مسيرة التقدم لشعوب دول المجلس ، وتعزيز دوره في القضايا الإقليمية والدولية مع تحصين صلابة البيت الخليجي.

مرحلة مفصلية
وها هي الرياض تواصل دورها الكبير في تحصين وحدة دول مجلس التعاون الخليجي ، ومقدرة للجهود الصادقة لدولة الكويت الشقيقة ، حيث أكدت المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظهما الله – حرصها الراسخ على تماسك مجلس التعاون وحماية الأمن الخليجي، والدفع قدماً بالجهد المشترك وصولاً لتحقيق الأهداف والمصالح العليا التي نص عليها النظام الأساسي للمجلس. من هنا تمثل قمة العلا مرحلة مهمة في العمل الخليجي المشترك لحماية مسيرة المجلس ، والتي فيها مصلحة الأمة العربية وقضاياها ، وفي هذا الأمر تحرص المملكة على تعزيز العلاقة الاستراتيجية لمجلس التعاون مع مصر الشقيقة ، وهي علاقة متجذرة ظلت دائما ولاتزال حجر الزاوية في أمن واستقرار المنطقة، وحماية الأمن القومي العربي، وتحقيق المصالح العليا المشتركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *