متابعات

التجميل بأيدٍ غير متخصصة

جدة – هتاف السلمي

تنتشر صالونات التزيين النسائية في مختلف المدن ، لكن السؤال الذي يبحث عن إجابة شافية يتمثل في مدى نظافة وسلامة مثل هذه الصالونات، وعدم تسببها في نقل عدوى الأمراض لبعض مرتادات هذه الصالونات، خاصة أن الأطباء يؤكدون أن أدوات الزينة كفيلة بنقل بعض الأمراض والتقرحات الفيروسية. كما أن الكثير من تلك الصالونات دأبت على بيع أنواع من المستحضرات والتركيبات الخاصة بالتجميل فضلا عن إجراء عمليات الفلر والبوتكس على ايدي نساء غير خبيرات أو متخصصات في إجراء مثل هذه العمليات ، إضافة إلى بيع أنواع من المستحضرات والتركيبات الخاصة بالتجميل والبشرة والشعر وغيره. إلى جانب إجراء عمليات توريد الشفاه وخدمات الليزر والبشرة وجلسات لتكسير الدهون وغيرها من الخدمات التي تدخل في نطاق الممارسات الطبية. «البلاد» رصدت العديد من المشاكل التي تعاني منها الحسناوات في مراكز التزيين وناقشت الأمر مع أصحاب الاختصاص، فكشفت الحيثيات أن هناك الكثير من المتضررات من هذه المراكز ، كما استطلعت آراء عدد من النساء حول ما يحدث داخل تلك المشاغل، وعن الجوانب الصحية واشتراطاتها ونظافة الأدوات التي تستخدم في الكوافير وعمليات التزيين والتجميل.

وفي نطاق سيناريو عمليات التجميل في صالونات التزيين تم رصد عدد من الحالات التي تعرضت لمشكلات في البشرة بسبب الممارسات الطبية للصالونات التجميلية.
بداية تقول سارة إنها ذهبت لصالون تزيين لديهم أجهزة طبية ومعدات لعمل جلسات الليزر حيث ان هذه الاجهزة لا تتواجد إلا في العيادات الطبية المتخصصة وذكرت بأنها اتجهت لهم بسبب انخفاض السعر ولكن تعرض جسدها لاثار من الحروق بسبب عدم كفاءة العاملة.
وقالت ضحية اخرى بأنها ذهبت لمنزل إمرأة من هواة عمل الفيلر والبوتوكس وليست طبيبة ولا مرخص لها وتم حقنها بمادة سيئة في الشفاه وبعدها اصيبت بأعراض عديدة مثل النزيف المستمر للشفاه مع انتفاخها ما ادى الى ضرورة ذهابها لطبيب جلدية وتجميل مختص لعلاج تلك التشوهات وكانت النتيجة دفع مبالغ طائلة .
من جانبها قالت أمينة بأنها راجعت صالون تزيين نسائي لديهم اجهزة ومعدات طبية لعمل جلسات تنظيف للبشرة بسعر اقل ما أدى الى تشوه للبشرة وظهور آثار لا يمكن علاجها الا لدى طبيب مختص.

 

مستحضرات غير مرخصة
فاطمة المحمدي قالت إن ما يباع داخل المشاغل النسائية من مستحضرات تجميل وأقنعة وحبوب غير مرخصة، وعليه فأنا غير مجبرة للأخذ بما لديهم من مستحضرات وذلك لعدم اتخاذ الاجراءت أو الاحتياطات اللازمة بخصوصها ، لافتة إلى أن مثل هذه العمليات تجد اقبالا كبيرا من قبل مرتادات صالونات التجميل بسبب انخفاض الاسعار مما يجعل الاقبال اكثر على صالون التزيين من عيادات التجميل الطبية مما ادى الى تكرر حوادث وأخطاء صالونات التجميل المسببة لتشوهات خلقية وندوب وعاهات قد لا تختفي أو يتم علاجها بسرعة أو سهولة.

تشوه الفتيات
وفي السياق نفسه أوضحت رانيا السليماني مديرة احد الصالونات في سياق سؤالنا لها فيما إذا كانت صالونات التزيين النسائية مرخص لها إجراء هذه الجلسات التجميلية فقالت: غير مرخص لنا ولا أنصح بأن يرخص لنا لان هذه ممارسات طبية بحتة لانها تستلزم ادخال الابر واستخدام البنج وهذا صعب جدا على اخصائية تجميلية متخرجة من معهد تجميلي ان تمارس ذلك وهو مختلف بالتأكيد عن المعهد الطبي التجميلي ، لافتة إلى أن الصالون النسائي يكون تصريحه تزيينا نسائيا فقط والعيادات يكون طب تجميل والفرق أن صالونات التزيين تستخدم مستحضرات تكون فوق الجلد من السيروم والكريمات وانواع من التدليك ليس اكثر ولكن لايحق لنا استخدام الابر والمواد التي تدخل في الطبقة العميقة للجلد وتحت الجلد والفرق كبير جدا ولكن يمكن لكوادر صالونات التجميل ان تتدرب على مثل هذه الاعمال فقط من باب التعرف عليها وليس استخدامها. وأضافت أن هناك الكثير من القصص عن تشوه عدد من الفتيات من “تاجرات” الشنطة واللاتي يعملن من منازلهن وهن سيدات لم يحصلن على شهادة دراسات تجميلة ولكن من هواة التجميل بواسطة الفيلر والبوتوكس واجهزة الليزر وهناك العديد من القضايا رفعت ضد صالونات تجميل زاولت عمليات التجميل ما ادى إلى تشوه المتضررات وقد رفعت قضايا وحيثيات ضد تلك الصالونات ودعت إلى معاقبة كل من تمتهن الاعمال المرتبطة بالتقنيات الطبية في صالونات التزيين.
من جهتها أوضحت ميرفت العمودي صاحبة أحد الصالونات انها لا ترى ضرورة لوجود مثل تلك الخدمات التي تدخل في نطاق الطب في الصالون الخاص بها خصوصا خدمات الفيلرو البوتوكس والتي تحتاج لاطباء مختصين متواجدين في مكان طبي مجهز، كما أن عددا من صالونات التجميل سبق وأن واجهت العديد من القضايا الخاصة بعمليات التجميل الأمر الذي كلف تلك الصالونات مبالغ ضخمة وكانت النتيجة أن تتكفل تلك الصوالين بعلاج المتضررات على حسابها. وأضافت أن عمل صالونات التزيين معروفة وهي تتمثل في التزيين فقط لا غير دون ارتياد مجالات خاصة بالطب.

وعي المجتمع
الدكتور ابراهيم الاشعري المختص في جراحات التجميل والتجميل بالليزر قال نحن للاسف الشديد من نشجعهم على حساب تقليل الصرفيات، لافتا إلى أن اجراء عمليات البوتكس في صالونات التجميل خطرة جدا ويمكن ان تؤدي إلى تشويه المرأة لافتا إلى ضرورة وعي المجتمع بذلك والتفريق بين الجلسات التجميلية والإجراءات التجميلية الطبية والتي تخضع الى تخدير موضعي، كما أننا نستقبل من حين لآخر حالات عديدة لسيدات أجرين جلسات تجميلية على ايدي بعض العاملات في صالونات التزيين وكانت التشوهات حادة لدرجة انه تم اجراء عمليات كثيرة لازالة التشوه لذا لا بد ان تكون هناك رقابة ومحاسبة لمدعيات العلاج بالبوتكس.

مواد مجهولة المصدر
ومن جانبه أوضح الدكتور توفيق اليافعي ان سبب لجوء النساء الى صالونات التزيين هو أن المبلغ المدفوع في صالونات التجميل أقل بكثير من العيادات المتخصصة ويرجع ذلك بالتأكيد الى سبب عدم وجود مختصة بمثل هذه العمليات في صالونات التجميل كما أن المواد المستعملة في كثير من الاحيان تكون غير مصرّحة بها من الجهات الرسمية أو تكون مجهولة المصدر والتي من المحتمل ان تؤدي الى كوارث صحية كما اضاف ان ثقة المراجعات في صوالين التجميل وبسبب كثرة زيارتهم ووجود غير متخصصات يدَعين المعرفة الطبية مضيفا الى انهم يصادفون الكثير من الحالات الخاطئة وبعضها يؤدي الى تشوهات او التهابات عضوية يصعب التعامل معها .
وأضاف أن الأطباء المتخصصين في الأمراض الجلدية يدعون إلى تكثيف الرقابة على مراكز التجميل التي تجري عمليات التجميل بأنواعها المختلفة، بعد أن شهد هذا المجال وجود الكثير من الدخلاء عليه، كما طالبوا بتشديد الرقابة على الإعلانات التي تنشر في وسائل التواصل الإجتماعي ، وتروّج لأشخاص ومراكز تفتقد الخبرة والشهادات الأكاديمية التي تتيح لهم العمل في مجال التجميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *