اجتماعية مقالات الكتاب

يعنف زوجته ويكره الاستبداد

بعض الرجال يمارس ازدواجية خطيرة، فهو يكره العنف والاستبداد ويحاربه بقوة، ويمارس على النقيض كل أشكال العنف والاستبداد ضد زوجته بصفتها الطرف الأضعف في العلاقة “من وجهة نظره” ..

وبطبيعة الرجل المسيطرة والتي تبيح له كل الحقوق يعتبر تعنيف المرأة من أبرز العيوب التي توجد في شخصية الرجل، وهؤلاء من الرجال لا نستطيع الجزم بأنهم عشرات أو حتى مئات أو ملايين، ففي داخل كل إنسان شخصيتان مختلفتان يعيش بكل واحدة منهم بحسب الموقف الذي هو فيه، الأول يمارس به حقه في الاعتراض ويطالب بحقوقه والثاني يفرضه في التعامل مع زوجته ويتيح له التدخل في كل كبيرة وصغيرة وفرض الرأي وعدم الاعتراف بالخطأ أو الاعتذار لأنها أمور يرى أنها تنتقص من رجولته دون أن ينظر لحقها الإنساني في التعامل بلطف دون تسلط أو فقدان ثقة أو سيطرة كاملة أو وضعها عمداً في الظل تحت سلطته المطلقة فقط لأنه الرجل ..لا بد من الاعتراف بأن العنف كان ولا يزال ملازماً لمشاهد حياتنا اليومية، قد يضيق وقد يتسع لكنه أبداً لا ينقطع ويظهر من وقت لآخر في شكل عدة قضايا تحمل العديد من صور العنف والتعنيف في حق المرأة، وكأنه نوع من عدم تقبل الطرف الآخر أو إنه إقرار بعدم حقها في الوجود والحياة بمسوغات وذرائع وفلسفات مشبعة بالترهيب والانتقاص والعنصرية الذكورية الغريبة.

إن ظاهرة العنف ضد النساء لا يمكن أن تتشكل وتنمو ما لم تجد المناخ المناسب والقابليات والفجوات التي تسمح لها بالتشكل، ولذلك فإن التعامل مع ظاهرة العنف ضد المرأة بشكل سليم لا يتحقق إلا بالنظر إلى جوانب المشكلة من زوايا متعددة ودراستها وتحليل عناصرها الأساسية وأسبابها الرئيسية.
Nevenabbas88@gmail.com
NevenAbbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *