اجتماعية مقالات الكتاب

ضحية معلومة

لا يوجد شخص لديه العلم الكامل عن كل شيء، وفي المقابل لا يوجد من يجهل كل شيء، إنما هي علوم ومعارف متفاوتة بين البشر كل حسب قدراته واهتماماته؛ وهذا الأمر في حد ذاته أمر إيجابي لما فيه من تبادل للمنافع بصورة جماعية راقية.

ولكن ورغم إيجابية ذلك الأمر إلا أنه لا يمكننا بأية حال من الأحوال أن نجعله مبرراً لأخطائنا في عدم العلم؛ خصوصاً عندما يكون الأمر متعلقاً بالمسائل التي من المُفترض أن يكون لدينا الحد الأدنى من المعرفة حولها لكونها أموراً مرتبطة بحياتنا بشكل أو بآخر، ومتى ما كنا مُدركين لها استطعنا أن نتجنب الوقوع في الكثير من المشكلات.

فقد لا تجد من يسألك عن قُطر الكرة الأرضية، أو حتى كيفية قياس نسبة الكحول في الدم، رغم أهمية تلك المعلومات، ولكن من الممكن جداً أن تجد من يسألك إن كان لديك إثبات على أنك اقرضت فلاناً ذلك المبلغ الذي تدعي به .. أو عن سبب قيامك بالتصوير مع وجود اللوحة الإرشادية التي تمنع ذلك.

إن من غير المقبول عقلاً أن لا تعرف الأنظمة العامة أو أن تجهل كيف تثبت حقوقك – أي – كان بينما تكون قادرا على أن تحُل أصعب المعادلات الرياضية !؛ ولا أعني هنا أن تكون متخصصا في القانون حتى تكون مُلماً بكل شيء، ولكن ما أعنيه هو أن يكون لديك الحد الأدنى من الوعي تجاه الأنظمة والحقوق، أو تمتنع من أن تتصرف دون أن تتأكد عن مدى صحة ما تُقدم عليه حتى لا تخطئ خطأ يكلفك الكثير من الخسائر.

جميل أن تكون متخصصاً في أمر ما، أو أن تكون مثقفاً ومطلعاً في شتى العلوم؛ ولكن في ذات الوقت يفترض أن لا تُهمل الاطلاع على ما يحميك بعد الله – عز وجل – كي لا تقع ضحية لأمر قد تجهله ثم تجد نفسك بعد ذلك متهماً في ارتكابه.

فكلما كنا على إطلاع بالأمور القانونية التي لها علاقة في أمور حياتنا بشكل مُباشر؛ استطعنا أن نكون قادرين على التصرف بالشكل السليم، ولنتذكر دائماً أن حسن النوايا لا يتعارض مطلقاً مع أهمية الإدراك واكتساب المعرفة القانونية المفيدة.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *