اجتماعية مقالات الكتاب

يتعافى المرء بالشتائم

قبل كل شيء أعتذر عن بعض المفردات الواردة بالمقال. مع فوضى وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تحكمها أية ضوابط. حيث يخرج علينا بشكل شبه يومي العشرات من أقزام الرأي الذين لا تساهم آراؤهم سوى بتأجيج المشاعر وزيادة حالة الاحتقان والغضب وتفريق الصفوف بين أبناء المجتمع الواحد. دون سابق إنذار يقرر أحد “بلهاء” الفكر من الذين يعانون من مشاكل نفسية، الدخول على صفحته الخاصة على أحد تلك المواقع وكتابة منشور أو وضع تعليق عنصري أو طائفي، ليقوم على الفور بتداوله العديد من المستخدمين الغاضبين أو الأشخاص الباحثين عن أية “شماعة” لخلق حالة من الفوضى والفتنة بين الناس ليصبح في ساعات معدودة ذلك “الأبله” من الأسماء الأعلى تداولاً على وسائل التواصل وترتفع الأصوات المنادية بمحاكمته.

المشكلة ليست فردية، فهناك ملايين الباحثين عن الشهرة بأي ثمن حتى وإن وصل الأمر بهم للتمادي باستخدام المقبول وغير المقبول أخلاقياً حتى يصلوا، وهنا نحن أمام عدد كبير من الأغبياء الذين لا يمكن الاستهانة بحجم غبائهم، فالشهرة نوعان إما إيجابية أو سلبية، الأولى يكتسبها الأذكياء، فهي تذهب للمؤثرين علمياً أو فكرياً أو فنياً من أصحاب الرسالات السامية النبيلة، أما الثانية فيذهب إليها الأغبياء بمحض إرادتهم، وهي الجحيم الذي يودي بصاحبه خلف القضبان، فما الجدوى من شهرة خلف جدران السجون لمجرد أن توصل أحدهم لفكرة البحث عن وسيلة سريعة لزيادة عدد المتابعين أو قائمة الأصدقاء ولفت أنظار المشاهير للتحدث عنه.

يرغب الكثيرون في التغلب علي أزمة الثقة التي يعانون منها وزيادة حجم الثقة بالنفس، ويتم ترجمة ذلك عن طريق فرض الرأي بطرق أكثر عدوانية أو توجيه الشتائم لأشخاص أو مؤسسات أو حتى مقدسات لإثبات أن لهم صوتا مسموعا وأنهم أكثر قوة وتأثيرا ، وهذا السلوك المتبع والقائم على العنف والإساءة لكسب مزيد من الثقة لم ولن يعود سوى بالسلب على صاحبه، فالعنف لا يولد إلا العنف والإساءة لا يرد عليها إلا بالقسوة، فإذا أراد الشخص أن يكون مسموعا فعليه أن يكون عقلانيا، مفكرا، راقيا في أسلوبه وطريقة تحاوره، خاصة وأن وسائل التواصل الاجتماعي لا تحقق الالتزام بآداب الحوار بقدر ما توفر بيئة خصبة لإبداء الآراء بطرق تخرج عن كل حدود اللياقة والأدب دون عقاب.

من يعاني من بعض المشكلات النفسية عليه أن يراجع طبيبا نفسيا فهو الشخص الوحيد المعني والقادر والأجدر على تقديم الحلول للمشكلات، لا صفحات التواصل الاجتماعي.
وفي النهاية تذكر دائماً بأن غضبك سيزول وكلماتك ستبقى.
Nevenabbas88@gmail.com
@NevenAbbass

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *