نتفق جميعاً على أن الحرص أمر ضروري، وغالباً ما نختلف في طريقة ذلك الحرص ودرجاته، ولعل التفسير يعود لمدى الاختلاف المتباين في المخزون المعرفي والثقافي لدى كل شخص منّا؛ مما يجعل الأمر أكثر تعقيداً؛ رغم أننا نتشابه في بعض الأحيان.
فمن الطبيعي جداً أن تسمع شخصاً يُوصي آخر قائلاً له: عليك أن تربط حزام الأمان عند قيادتك للسيارة حتى لا يتم رصد مخالفة مرورية عليك، أو انتبه من السرعة في ذلك الطريق لأنه توجد به كاميرا للرصد الآلي ومن السيء أن تلتقط لك صورة غالية الثمن؛ لتجد الآخر يجيبه بثقة أنه سيكون أكثر حرصاً ولن يعيد ذات الخطأ على ذاك الطريق.
هنا يتفق الشخصان على ضرورة الحرص بذات الطريقة وبنفس الدرجة تجنباً للوقوع بالمخالفة المرورية ودفع قيمتها المادية؛ ولا نجد بينهما أي اختلاف في ذلك الأمر وإنما نرى بينهما حسن الإنصات حتى لا تفوت معلومة موقع جهاز الرصد.
ولكن ماذا لو نظرنا لذات الموقف ولكن من زاوية أخرى تماماً؛ وهي أن تلك المخالفة ليست ذات بعد مادي فقط؛ وإنما قد تكون تكلفتها الحقيقية هي حياة إنسان؛ أو على أقل تقدير أنها قد تكون سببا في إصابة شخص في بدنه مما يفقده الحركة طوال سنين عمره، أليس الأمر مختلفاً ويستحق أن نعيد النظر فيه بشكل كامل؛ دام أننا في بر الأمان.
لماذا لا تكون تلك النصيحة بصيغة “اربط حزام الأمان وتقيد بالسرعة المحددة والتزم بالمسارات المحددة للقيادة من أجل سلامتك وسلامة الجميع”؛ وليس من أجل الخوف من المخالفة المرورية التي قد تسدد، ولا يمكن أن تقارن بالخسائر الأخرى.
إننا بحاجة ماسة إلى جعل السلامة المرورية أولوية لدينا؛ كما أننا نحتاج إلى نشرها بشكل مكثف وكفكرة عامة ذات أهمية قصوى بيننا، فالحرص الجاد هو أول مراحل الوقاية النافعة.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com
