الدولية

أجنحة الحوثي.. اتهامات بالفساد واستقالات تحت تهديد السلاح

القاهرة – محمد عمر

تصاعد الصراع بين أجنحة الميليشيا الحوثية الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، وسط تبادل اتهامات بالفساد ونهب الأموال، فيما يربط مراقبون ذلك بمحاولة سفير إيران لدى ميليشيا الحوثي حسن أيرلو، الدفع بعناصر من غلاة الموالين للحرس الثوري الإيراني لمناصب قيادية في سلطة الأمر الواقع الحوثية، غير المعترف بها دوليًا، على حساب المبعدين؛ إذ أوقفت الميليشيا الحوثية الانقلابية وزير المياه، فيما يسمى حكومة صنعاء نبيل الوزير، وعددًا من قيادات وزارة المياه على خلفية اتهامات بنهب مئات الآلاف من الدولارات، خصصتها منظمة اليونسيف لمكافحة الكوليرا والوقاية منها، إضافة إلى نهب 500 ألف دولار خاصة بورشة تدريبية.

وأفادت مصادر مقربة من الحوثيين عن نشوب خلاف بين من يسمى بمدير مكتب الرئاسة أحمد حامد، التابع لجماعة الحوثي، وبين مسؤلين حوثيين مناهضين له، اتهموه بالفساد، فيما أعلن النائب في برلمان الانقلابيين غير الشرعي عبده محمد عبدالله بشر، استقالته تحت تهديد السلاح، بعد ضغوط تعرض لها من القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الانقلابي.

وكشف بشر في رسالة إلى رئيس برلمان صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، أنه تقدم باستقالته “نزولا عند رغبة المشاط وتحت التهديد بالقتل عقب انتخابه عضوًا في هيئة رئاسة المجلس وتمسكه بعدم وقف عقد جلسات البرلمان”، مشيرًا إلى عدم قدرته على الاستمرار في برلمان لا يعمل بالدستور، ويخضع لمزاج جهات تكمم الأفواه، وتصادر الحريات.

وفي إطار كشف الناجيات من سجون الحوثي للفظائع والممارسات البشعة التي ترتكبها الميليشيا الانقلابية بحق اليمنيات، في انتهاك مروع لحقوق الإنسان، قالت الناشطة الحقوقية اليمنية الناجية من سجون الحوثي، سونيا صالح: إن تجربتها في معتقلات الميليشيا مؤلمة وعصية عن النسيان، جعلتها ترى أشياء يصعب استيعابها؛ كونها أقرب للخيال المرعب، ولكنها للأسف تحدث فعلًا داخل جدران أقبية التعذيب الحوثية.

وأوضحت سونيا في اتصال هاتفي مع “البلاد”، أن ميليشيا الحوثي الانقلابية تستخدم النساء كورقة ضغط سياسية، مشيرة إلى أن السجون الحوثية ممتلئة بالنساء، اللاتي يتعرضن لتعذيب عنيف، يبدأ من نزع الأظافر والتعذيب الجسدي والنفسي، مرورًا بالابتزاز والاعتداءات المشينة، انتهاءً بالمساومة على التجنيد مقابل الإفراج.

ونوهت إلى أنها تعرضت للاختطاف في 4 مارس 2019 من وسط صنعاء، واحتجزت بسجن انفرادي بعد التحقيق معها في مبنى جهاز الأمن القومي، بسبب توجيهها انتقادات ضد أعمال الترهيب والانتهاكات ونهب الممتلكات التى تقوم بها الميليشيا، مبينة أن المليشيا لفقت لها تهم ترويج الخمور والمخدرات والتآمر و”إرهاب دولة”.

وأكدت صالح أنها عُذبت بالضرب والصعق بالكهرباء وسلخ الجلد، بينما شمل التعذيب النفسي الانقطاع عن العالم الخارجي، وعدم السماح بالتواصل مع أحد والبقاء بغرقة ضيقة مظلمة لا تتجاوز مساحة القبر، بيدين مربوطتين للأرجل، مؤكدة أن هناك حوالي 300 سجينة يتعرضن لأبشع أصناف التعذيب والاستغلال الجسدي والنفسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *