رياضة مقالات الكتاب

“الفورمولا 1” و رؤية وطن (1)

بدعم مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، حفظه الله، أعلنت وزارة الرياضة بالتعاون مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، استضافة المملكة لسباق “فورمولا 1 السعودية” للسيارات بجدة في نوفمبر2021، لتنضم عروس البحر الأحمر إلى الدول والمدن الساحرة، التي تستضيف هذا الحدث؛ مثل موناكو وسنغافورة والبحرين وأبو ظبي، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، لتؤكد أنه ليس مجرد حدث عادي، ولكنه حدث يؤثر على المدينة والبلد المستضيف في مختلف الجوانب الاقتصادية، والسياحية، وتعزيزاً لمكانة المستضيف عالمياً.

كما هي طبيعة رياضة سباقات السيارات إجمالاً في حركتها الدائمة ، فإن ذروة سنامها “الفورمولا 1” تعد انعكاساً لذلك بإقامة الأحداث العالمية الكبرى في أنحاء مختلفة من العالم للحفاظ على الهالة الكبيرة التي تميزها لخلق تجربة فريدة من نوعها، ومتابعة أكثر من مليار مشاهد تلفزيوني (تراكمي سنوي) ، وما يقارب خمسة ملايين عاشق عالمياً للرياضة، ناهيك عن الأعداد الكبيرة من الحاضرين للحدث من داخل وخارج الدولة والمدينة المستضيفة مما يخلق فوائد ثقافية واقتصادية لها، وهذا أمر يكمل استراتيجية السياحة المحلية والوطنية ، والرؤية العالمية والارتقاء الاقتصادي وخلق فرص العمل أو بمعنى آخر، وبلغة الشعب السعودي العظيم .. رؤية 2030.

اقتصادياً تعزز “الفورمولا 1” اقتصاد المضيف من خلال تحفيز الإنفاق الاستهلاكي وخلق فرص جديدة في قطاعات الاقتصاد المختلفة؛ حيث ساهم سباق “الفورمولا 1” بالولايات المتحدة الذي أقيم في حلبة الأمريكتين (COTA) بشكل كبير في الاقتصاد المحلي ، بتأثير اقتصادي إجمالي على منطقة أوستن بين عامي 2012 و 2015 بقيمة 2.8 مليار دولار ، وبالمثل ، وجدت دراسة أجرتها شركة ((برايس ووترهاوس)) أن سباق الجائزة الكبرى لأذربيجان في باكو حقق 277.3 مليون دولار، من القيمة الاقتصادية المتزايدة في عامي 2016 و 2017.

عادةً ما يكون مصدر الدخل الوحيد للمسارات من “الفورمولا 1” هو مبيعات التذاكر وهذا بالكاد يغطي رسوم استضافة السباق السنوية التي وصلت إلى متوسط 27 مليون دولار في عام 2011 ، لذلك عادة ما يتم تغطية تكاليف تشغيل سباق الجائزة الكبرى من قبل الحكومات التي تستثمر الكثير في سباقات “الفورمولا 1” كل عام، وهو ما يفسر سبب إجرائها في ثمانٍ من الدول العشر التي لديها أعلى ناتج محلي إجمالي (GDP) وفقًا لبيانات البنك الدولي، وهذا ما يؤكد المكانة الكبيرة لوطننا الغالي.
@MohammedAAmri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *