التكنولوجيا شباب

هل تمثل تقنية ال(Deepfake) خطرا على البشرية؟

كتبت_أمنية رشاد

أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي تصل إلينا بأشكال عديدة، بعضها قد يثير اهتمامنا أكثر من غيره ويسبب فوضى حول العالم، مثل الديب فيك (Deepfake)، والتي تعتبر واحدة من التقنيات التي سوف نتعرف عليها اليوم.

 هل سمعت من قبل عن تقنية ذات جودة عالية يتم من خلالها تغيير وجه شخص في الفيديو، لا تترك المجال للمشاهد أن يتعرف إذا كان الفيديو معدّل أو مزوّر؟ ربما قد سمعت بهذا وإن لم يسبق لك ذلك فلا تقلق فسوف نقوم بتوضيح الأمر لك بأبسط طريقة ممكنة في هذا التقرير..

ما هي تقنية الديب فيك (Deepfake)؟

هي باختصار تركيب “حركات أو ممارسات أو كلام” غير حقيقي على إحدى الشخصيات الحقيقية، وطرحها بفيديو بصيغة يصعب كشفها.

تسمية هذه التقنية تعود إلى حساب في موقع التواصل الاجتماعي ريديت (Reddit) وكان الحساب يحمل اسم (deepfakes)، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعية للتعلم العميق من أجل العبث بوجوه النجوم والمشاهير وإدخال وجوههم في فيديوهات لا علاقة لهم فيها، ولذلك، فإنّ التسمية جاءت لتجمع بين تقنيات التعلم العميق والتزييف.

لماذا تعد تقنية خطرة؟

لسببين مهمين: الأول أنها تقنية يصعب تحييدها ومنعها من الاستخدام، والسبب الثاني أن طرق كشفها لا تزال غير موثوقة، كما أن مقاطع الـ”ديب فيك” الاحترافية تتحسن باستمرار إلى درجة أنها تصبح قادرة على خداع أشد الخبراء.

وتقنيات “ديب فيك” وبرنامجها (Fake App) مماثلة لبرنامج فوتوشوب الشهير، ولكن بدلاً من العمل على الصور الثابتة فإنّ العمل هنا يكون على فيديوهات ومقاطع مصورّة، في حالة (Deepfakes) لا يبدّل البرنامج الوجه فحسب بل يُطابق التعبير أيضًا، وإذا كان شكل جسم الشخص مشابهًا لشخصية الضحية، يمكن أن يبدو الفيديو الزائف حقيقياً جداً ولا يُمكن تمييزه بسهولة. 

هل نحن بحاجة ضرورية لتقنية ال”Deepfakes”؟

في بداية ظهور تقنية الديب فيك كانت تُستخدم لأهداف ترفيهية سواء لأغراض التسلية أو السخرية من النجوم أو مختلف المشاهير، ووقتها كان من السهل للغاية معرفة الفيديو الحقيقي من المزيف، لأن طبيعة الفيديو ببساطة لا يمكن أن تكون بدرجة عالية من الدقة والصحة.

إلا أن ازدياد شعبية هذه التقنية أدى إلى وصولها إلى عدد أكبر من الناس، وهو ما جعلها للأسف موضع للتساؤل إذا كنا بحاجة إليها بالفعل أم يجب وضع حد لها.

قبل فترة أعلن “فيسبوك” مسابقة لتطوير خوارزميات تكون قادرة على كشف الـ”ديب فيك”، أعلن الباحثون على أثرها أنها “مشكلة غير محلولة إلى حد كبير”.

كما أشار تقرير جامعة لندن إلى أن المجرمين يطورون من أساليبهم لاستخدام هذه التقنية لكسب المال، أو تشويه سمعة بعض الشخصيات، أو انتحال صفة شخصية معينة لجمع المال من الناس.

على سبيل المثال؛ انتشر مقطع فيديو تظهر فيه رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، وهي مخمورة.

ويخشى الباحثون من أن هذه التقنية تجعل الناس لا يثقون في الأدلة السمعية والبصرية، وهو بحد ذاته ضرر اجتماعي.

قال مؤلف الدراسة الدكتور ماثيو كالدويل، من جامعة لندن: “كلما زادت حياتنا على الإنترنت زادت المخاطر، على عكس العديد من الجرائم التقليدية. يمكن بسهولة مشاركة الجرائم في العالم الرقمي، وتكرارها، وحتى بيعها، مما يسمح بتسويق التقنيات الإجرامية وتقديم الجريمة كخدمة”. 

كما حددت الدراسة أيضاً تهديدات رئيسية أخرى متعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي؛ وهي استخدام المركبات بدون سائق كأسلحة، وجمع البيانات عبر الإنترنت للابتزاز، والهجمات على الأنظمة التي تسيطر عليها منظومات تعمل بالذكاء الاصطناعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *