مع تفشي الموجة الثانية من فيروس كورونا، أصبح من الضروري الالتزام بكل إجراءات الحذر لحماية النفس، والأهل من خطورة الإصابة بالعدوي.. رُفع الحَظر وبقي الحِذر، فالإنسان يجب أن يكون بصير على نفسه ويقدر حجم المسؤولية؛ لكي يعرف ما له وما عليه في كيفية التعامل مع الموجة الثانية من تفشي الجائحة..
يجب أن يعيّ الجميع أن التجمعات وتقديم المجاملات بكل أشكالها أياً كانت في تلك الأوقات العصيبة يعد نوعاً من أنواع إلقاء النفس في التهلكة.. لن تكفي التوجيهات والجهود الحكومية وحدها طالما لا يوجد تعاون، فالتعاون مطلوب بين أفراد المجتمع للحد من انتشار العدوي، جنباً إلى جنب مع زيادة الوعي بمخاطر الفيروس، الذي ليس ببعيد عن أي أحد، فلو تخلى الآخرون عن إجراءات السلامة والإجراءات الاحترازية ومارسوا حياتهم بشكل طبيعي كما كانت قبل الفيروس، سيزداد الأمر سوءاً، ويجعل الأمور تخرج عن السيطرة، فانتهاء الحظر لا يعني انتهاء الفيروس، بل هو مرحلة أولى في التمهيد لعودة طبيعية لشكل الحياة التي توقفت طوال تلك الفترة بسبب الجائحة؛ حتى لا تنهار اقتصاديات العالم وتتوقف عجلة الإنتاج.. يجب أن يعيّ الجميع أن الجائحة مستمرة، ولم تنته بعد، يجب توحيد الصف لتجاوز الأزمة بأقل الخسائر الممكنة، وهنا الخسائر ليست اقتصادية فقط، بل خسائر في الأرواح مع تفشي الموجة الثانية وهي الأشرس ..
مراجعة العادات التي نمارسها يومياً ويمكن أن تنقل لنا العدوي لا يقل أهمية عن طريقة التفكير فى النجاة من المرض في تلك الأيام الصعبة .. التزام العديد منازلهم ليس خوفاً من الفيروس بقدر ما هو خوف على حياة المحيطين بهم من مصير مجهول لا يعلم العالم عنه شيئا، حتى تلك اللحظات .. لقد استطاعت الشعوب الالتزام قدر الإمكان، إلا أن هناك فئة قليلة لا تسمع للأصوات المنادية للمكوث فى المنزل والأخذ بإجراءات السلامة والحيطة تجنباً للإصابة بالعدوى، وهؤلاء يجب أن يعىّ كل منهم الرسالة الإنسانية من كورونا فى الحرص على حياة من نحب، لأن ما يفعله من خرق للتعليمات لن يضره وحده، بل سيضر حتى أقرب الناس إليه بالإضافة لمجتمعه بالرغم من كل الجهود المبذولة لمكافحة العدوي ..الحفاظ على حياة من نحب أمر لا يقدر بمال؛ لأنه في تلك الفترة المال لن يستطيع شراء الحياة لهم.
Nevenabbas88@gmail.com