اجتماعية مقالات الكتاب

لو عرفتموه لآمنتم به

خلق الله تعالى الإنسان، ونفخ فيه من روحه، وكرَّمه بالعقل، وهداه السبيل، وعلَّمه البيان، وسخّر له الكون، واختاره ليكون خليفته في الأرض، وأسبغ عليه نِعمه؛ ظاهرة وباطنة، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) “الإسراء: 70″
وحاجة الإنسان إلى الدين حاجةٌ فطريةٌ، وكل البشر يؤمنون بوجود قوة عليا خلقت هذا الكون الفسيح الهائل، ولعل هذا مرتبط بأصل النشأة الأولى، قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذَا غَافِلِينَ)” الأعراف: 172″

والله تعالى لم يخلق البشر ويتركهم يتخبّطون في غيهم وضلالهم دون هدايةٍ وإرشادٍ، وإنّما أرسل إليهم الأنبياء والرسل ليرشدوهم ويهدوهم إلى الحق، وعبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وآخر هؤلاء الرسل هو محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم، الذي أُرسل لجميع البشر، قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) [الأعراف: 157] وقد بعثه الله تعالى بنور الحق، وبمكارم الأخلاق من عدل، وتراحم، وتسامح، قال عز وجل: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107]

لقد كانت رسالة محمد هي الرسالة الإلهية الأخيرة للبشرية، وكانت بعثته الشريفة نورًا وخيرًا وبركةً وهداية للعالمين؛ إذ جاء ليحرر الإنسان من عبادة الطواغيت، فمنحه حرية الاختيار وحرَّر إرادته من القهر والاستعباد، وها هو الصحابي ربعي بن عامر يجيب قائد جيش الفرس رستم حين سأله: ما الذي جاء بكم من جزيرة العرب؟! فردَّ عليه بعزة الإسلام قائلًا: “الله جاء بنا، وهو بعثنا لنخرج من يشاء من عباده من ضيق الدنيا إلى سَعَتِها، ومن جورِ الأديان إلى عدلِ الإسلام”.

وقد حاز رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، من الصفات النبيلة والأخلاق الحسنة الكريمة ما جعل الناس يحبونه، وشهد له الجميع بذلك، بل شهد الله تعالى له بعظيم الأخلاق، قال عز وجل: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4]، ومدحه حسانُ بنُ ثابت قائلًا:

وأحسن منك لم تر قط عيني
وخير منك لم تلد النساء
خلقت مبرءًا من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء

ويعجب كلُّ منصف عاقل ممن يحاولون الإساءة إليه، والنيل منه، وتشويه سيرته العطرة، واتهامه بالعنف والإرهاب زورًا وبهتانًا، وهذا افتراء وتدليس؛ فهو لم يضرب أحدًا قط، ولم يغدر بأحدٍ قط، ولم يكذب ولم يُخلف وعدًا قط، ولم ينتقم لنفسه قط، ووصَّانا خيرًا بالنساء والأطفال والمساكين، وأمرنا بالإحسان إلى الجار، وبالرفق بالحيوان، وحثنا على التحلي بعفة اللسان وحسن الخلق قائلًا: “لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ” فهل هذه شخصية إرهابية تدعو إلى العنف والتطرف؟! إن الإساءات المتعمَّدة والمتكررة لنبينا، صلى الله عليه وسلم، ناجمة عن حقد أو جهل بالإسلام وبمبادئه، لذا ندعو الجميع للتعرف عليه وتعلُّم سيرته العطرة ونقول لغير المسلمين: لو عرفتموه حقًّا لآمنتم به!!
Osailanim@yahoo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *