الدولية

تشكيل حكومة الحريري.. خلال أيام

البلاد – مها العواودة

أجمع سياسيون ومراقبون لبنانيون، على أن جبهة تشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري المكلف بالمهمة، تسودها أجواء إيجابية بالتزامن مع استمرار الدعم الفرنسي – الأمريكي الذي يمكن الحريري من انتشال لبنان من الأزمات، وكذلك الاتفاق شبه المنجز مع الثنائي “حزب الله، حركة أمل” تحت مظلة تسمية القوى السياسية لوزراء من الاختصاصيين، ورغبة الفرقاء في سرعة التأليف لأسباب عدة أبرزها خطورة الأزمة المالية وللاستفادة من الدعم الدولي.
وبالتوازي مع هذه الأجواء التفاؤلية المعهودة مع بداية تكليف كل رئيس للحكومة استبعد بعضهم إمكانية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة قبل الانتخابات الأمريكية المزمع عقدها في الثالث من نوفمبر القادم، فضلًا عن إمكانية الاصطدام بتعنت بعض الكتل والأحزاب التي ستصر على حصتها الوزارية في الحكومة، حيث لا تزال العصى في دواليب التأليف.

وأكد سعد الحريري أنه لا ينوي الاعتذار عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وأن الأمور تسير بإيجابية نحو حلحلة المعضلة السياسية في البلاد، لافتًا إلى إمكانية أن يتم الإعلان عن الحكومة خلال الأسبوع القادم، بينما ذكرت مصادر وتقارير إعلامية أن اللقاء الأخير بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، كسر الجليد بين الطرفين، لافتةً إلى أن التشكيلة الحكومية قد يعلن عنها خلال عشرة أيام قادمة.
وأبدى الحريري انفتاحه على الحوار مع كافة الفرقاء اللبنانيين لإتمام مهمته. وقال إن: “حكومة الاختصاصيين تتطلب أيضًا توفر خبرة كبيرة من قبل الوزراء، الشهادات وحدها ليست معيارًا للكفاءة ما لم تكن مرفقة بالتجربة، والحكومة الأخيرة هي أكبر دليل على ذلك”.

ويرى المحلل السياسي أحمد عياش، أن تشكيل الحكومة الجديدة وصل إلى نهاية المطاف باعتبار وجود قرار داخلي يحظى بالإجماع فيما يتعلق بإيجاد صيغة حكومية من المستقلين بشرط موافقة الأحزاب عليهم بما فيهم “حزب الله”، وبرعاية فرنسية مكثفة، حيث أكدت سفيرة باريس لدى لبنان أن شكل الحكومة غير مهم، والأهم هو أن تكون قادرة على العمل وتنفيذ الإصلاحات.
وأشار عياش إلى أن الإشكاليات ستظهر بعد تشكيل الحكومة، خاصة عند التوجه لصندوق النقد الدولي من أجل الإصلاحات الاقتصادية والتي ستكون قاسية بالنسبة لبعض الأحزاب التي لا تريد دفع الأثمان إنما تريد جني الثمار، موضحاً أن الخلاص الحقيقي من أزمات لبنان يحتاج إلى أشهر وسنوات حيث يكون بزوال “حزب الله” المرتبط بالمشروع الإيراني الإرهابي الذي يقطع أواصر العلاقات بين لبنان والعالم.

من جانبه، قال الباحث السياسي براء هرموش، إن أجواء تشكيل الحكومة إيجابية حتى اللحظة ولا يشوبها أي تعكير، مؤكدًا أن حزب الله والتيار الوطني الحر مفتعلي الأزمات والمطبات الآن هم في حالة انحناء أمام عاصفة العقوبات الأمريكية.
في السياق ذاته، أكد الكاتب السياسي منير ربيع أن لدى الحريري إصرارا على تشكيل الحكومة خلال أسبوع قبل الانتخابات الأمريكية لأنه يعتبر في تأخير التشكيل إلى ما بعد الانتخابات غرقا لمهمته في تعقيدات كثيرة، فضلاً عن استناده إلى دعم فرنسا الراغبة في إنقاذ مبادرتها بأي شكل، وكذلك تقديم تنازلات لحزب الله وحركة أمل ورئيس الجمهورية من أجل تمرير الحكومة، حيث بدا ذلك واضحا في موافقة الحريري على تشكيل الحكومة من 20 وزيراً بدلًا من 14 وفق قصر بعبدا لزيادة حصة فريق عون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *