الدولية

أجنحة الحوثي تتصارع على نهب المساعدات الإغاثية

عدن – البلاد

فيما دمرت قوات التحالف المشتركة، أمس (الاثنين)، طائرة بدون طيار (مفخخة) أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالمنطقة الجنوبية، زادت الصراعات الحوثية بين أجنحة المليشيات حدة، بسبب رغبة كل منها الاستئثار بالمساعدات الإغاثية المقدمة لليمنيين، إذ ظهر الصراع للعلن بين قيادات الصف الأول في الميليشيا الانقلابية على نهب المساعدات، مع دخول أبرز جهتين تعتمد عليهما الميليشيا في ممارسة الفساد والتستر عليه في مواجهة حول عمل المنظمات الإغاثية، وأوجه صرف المساعدات.

ورفض ما يسمى “المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية” التابع للحوثيين – الذي يقتطع أموالًا طائلة من المساعدات – طلبًا مما يسمى “الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة” لمراجعة أعمال المنظمات العاملة في المجال الإغاثي والاطلاع على بياناتها.

وكان الاستيلاء على أموال المساعدات والمنظمات العاملة في المجال الإغاثي محط انتقادات علنية من قبل الأمم المتحدة التي وصفت نهب المساعدات باللصوصية، ويشكل هذا الخلاف إضافة جديدة إلى سجل الميليشيا المليء بالفساد وتحويل المساعدات الإغاثية للأعمال الحربية، فيما ملايين اليمنيين يعانون من المجاعة.

وبعد اتهامات بالفساد والتغطية عليه بين أجنحة ميليشيا الحوثي، خصوصًا من رئيس ما يسمى بمجلس الشؤون الإنسانية عبد المحسن الطاووس، وما يسمى بجهاز الرقابة والمحاسبة الذي يتهم رئيسه علي العماد باستغلال موقعه لتصفية حساباته مع مسؤولين آخرين في ميليشيا الحوثي، ظهر الطاووس متحديًا سلطة جهاز الرقابة ورافضاً طلب الاطلاع على بيانات عمل المنظمات الإغاثية.
وتعد هذه الواقعة جزءًا من سلسة خلافات متصاعدة بين أجنحة الميليشيا على احتكار السلطة والاستيلاء على الأموال، وتعكس المدى الذي وصل إليه التنافس بين قيادات الحوثيين في مسعاها للسيطرة على المساعدات الإغاثية ونهبها.

وعمدت الميليشيا إلى وقف أنشطة المنظمات غير الحكومية التي كانت قائمة قبل الانقلاب، وإيجاد منظمات بديلة احتكرت توزيع المساعدات، وهو ما سهّل عليها الاستيلاء على كميات كبيرة منها، بدلًا من وصولها إلى مستحقيها.
وانتقدت الأمم المتحدة في وقت سابق العراقيل التي تضعها الميليشيا الانقلابية أمام عمل المنظمات الإغاثية الدولية، مجددة في آخر اجتماع لمجلس الأمن، مطالبتها للحوثيين، بالسماح بالوصول الآمن والسريع للمساعدات الإنسانية والإغاثية، فيما أوقفت منظمات إغاثية أعمالها في مناطق سيطرة الحوثيين، وهددت أخرى بالأمر نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *