تباين كبير بين”احترافية الاستقطاب “وعشوائية الاختيار”، ليس فقط في المفردات بقدر ما هو في عمق المضمون، الذي يظهر بقوة بعد تطبيق معيار “الكفاءة المالية ” والتوازن المالي للأندية بعد نهاية موسمها. فبقدر الفرح الذي يظهر عند صناع القرار في الأندية مع إتمام هذه التعاقدات بقدر حالة ” التباكي ” التي تظهر عليهم عند عدم القدرة على دفع الالتزامات المالية، نعم هناك إدارات أندية نقف لها احتراما على عملها المقدم، و تعاقداتها المميزة، فهي لا تبحث عن ” الشو ” الإعلامي؛ بقدر ما تبحث عن تدعيم الفريق باحتياجاته ” فقط ” من اللاعبين؛ سواء على مستوى اللاعب المحلي أو الأجنبي ” دون تكديس ” وأيضاً إبداعها بإحضار عناصر أدائية ذات جودة عالية وسمعة عالمية، ما يضمن تطوير العمل الفني في منظومة فريقها ويساهم في تحقيق أهدافها وتطلعاتها، ودعم استثمارها الذي بالتأكيد سيزيد من مداخيل النادي المالية، وقوة حضوره على جميع المستويات، فيما نجد على النقيض تماماً، قليلا جداً من إدارات الأندية مازالت تعيش على ” النمط القديم ” وتبدع في عشوائية الاختيار؛ بما تحتاج وما لا تحتاج، والهدف تواجدها كأكثر الأندية في التعاقدات، وفي نهاية المطاف فشل ذريع في تحقيق الأهداف، ومعسكر دائم في غرف فض المنازعات.
وهنا يجب القول إن من أهم الخطوات التي يجب على الأندية دراستها -وبتمعن دقيق وخلال فترات الانتقالات – رسم خططها وما تريد الوصول إليه خلال موسمها وبعد ذلك، البدء في تكوين احتياجاتها بما يتوافق مع ميزانيتها والتعاقد حسب روية فنية عميقة؛ حتى لا تقع في سوء الاختيار، ومن ثم تضطر إلى فسخ العقود وتراكم الديون.
فعلى سبيل المثال نجد أن أغلب الأندية الأوربية أصحاب البطولات لا تقوم خلال موسم كامل إلا باستقطاب لاعب أو لاعبين فقط بما يخدم منظومتها الكروية، بينما نجد بعض أنديتنا تقوم بجلب أكثر من عشرة لاعبين خلال فترة انتقال واحدة، بما يعني أنها تغير ” ثلث ” قائمة الفريق، فلك أن تتخيل كمية المبالغ التي صرفت على ” فك ” الارتباط والتعاقد الجديد، خلاف مدة الوقت التي يحتاجها اللاعبون لعملية الانسجام وفهم المنهجية التكتيكية، فيكون وقتها قد إلغت إدارة النادي عقد ” المدرب ” وبعدها لا تحققت الأهداف، ولا اكتملت التطلعات.
بقعة ضوء
بعض الاختيارات ” جيدة ” في تقديمها .. ” سيئة ” في عطائها.
والعكس صحيح.