متابعات

الجوال والعناد أسرع الطرق للهلاك

 جدة ــ رانيا الوجيه

تتحدث أرقام منظمة الصحة العالمية عن خسائر بشرية تقدر بمليون وربع المليون إنسان سنويا في العالم بسبب الحوادث المرورية، من بين هؤلاء ما يقارب 6 آلاف حالة وفاة هنا في المملكة ، وقد أدت التطورات التقنية في جميع مجالات الحياة الخاصة بالإنسان إلى تغير في كثير من الأمور التي تتعلق به وبحياته مقارنة بما كانت عليه في القدم، ومن أهم هذه التغيرات ظهور الهواتف النقالة، والتي تعد من مسببات الحوادث المرورية حيث أصبح الناس يستخدمون خرائط (قوقل) للوصول إلى وجهاتهم ما يتسبب في وقوع الحوادث ، وليس هذا فحسب بل أن العناد ربما يكون أحد أسباب الحوادث المروية.

بداية يقول بدر مارديني أغلب الحوادث المرورية، تكون بسبب استخدام الجوال كونه أصبح جزءاً هاما من حياة الإنسان، ورغم وجود كاميرات في الشوارع لرصد المتحدثين في الهاتف النقال ولكن نجد من يسارع بالتحدث في الهاتف حينما يرن الجرس وهو ممسك بالمقود ، ويصبح الأمر كارثيا إذا تجرأ السائق بكتابة نص رسالة في الواتساب اثناء قيادته السيارة حيث أن معظم الحوادث المرورية تقع بسبب استخدام الجوال أثناء القيادة أو العناد المفرط فليس كل السائقين يعلمون على سبيل المثال بأن أحقية المرور لمن في داخل الدوار، أو من يعطي إشارة الدوران ناحية اليمين أو اليسار فلا يعني بأن المسألة “شخصية” فتكون نتيجتها نرفزة السائق الآخر ما يؤدي إلى وقوع الحوادث الفاجعة.


مصطلح القيادة
ريان أحمد البغدادي عضو النيابة العامة المفتش بإمارة مكة سابقاً، المستشار حالياً تقول: لمصطلح القيادة في لغتنا العربية الفسيحة مرادفات سامية المعاني منها الهداية، الإمامة، السيطرة، الإرشاد والتوجيه، فمن استشعر هذا السمو الأخلاقي في قيادته للسيارة وحث عليه بالنصح والتطبيق، فقد أدى الأمانة وحظي بالوصول الآمن والتوفيق، أما من اشتغل بجواله وأساء مع المسيء أقواله وأفعاله، فإنه أضر بنفسه ووقع في الإضرار بالناس الممقوت شرعاً وعقلاً، لا فتا إلى أن الانشغال بالتحدث في الهاتف الجوال يعد من مسببات الحوادث المرورية الفاجعة .

اصطدام لحظي
وقالت رنا باجوده موظفة بنك : بالفعل أغلب حوادث السيارات سببها الأول هو استخدام الجوال أثناء القيادة ، وتذكر أحد المواقف التي تعرضت لها أثناء القيادة: خرجت في أحد الأيام من دوامي وانا في طريق المدينة واستقبلت اتصالا والقيت نظرة سريعة لأرى من المتصل واذا ثالث سيارة أمامي تقف فجأة ولم أكن على استعداد للوقوف وإذ أجد نفسي اصطدمت بالسيارة التي أمامي، وعندما أخبرت أخواني بما حدث معي قالوا لي ان هذا الموقف يتعرضون له يوميا وفي غفلة بسيطة جدا وفي غمضة عين نتسبب في حادث بسبب استخدام الهاتف الجوال وقالت: ايضا موضوع العناد بين السائقين في الشارع يعتبر السبب الثاني في حدوث حوادث السير على سبيل المثال اذا كنت أسير على اقصى اليسار وتأتي سيارة مسرعة جدا بأعلى من السرعة التي أمشي عليها ويقوم باستخدام الكشافات بشكل مستمر ومزعج حتى أخرج عن طريقه لكي يكمل سيره بنفس السرعة وأكون في ذات الوقت لا أستطيع ان اذهب الى اليمين لوجود العديد من السيارات بجانبي ، أو أن تأتي سيارة ويريد سائقها أن يتجه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ويدخل بين السيارات وعندما أعترض على ذلك يقف أمامي لتعطيلي من باب العناد، ولذلك أسير على نصيحة أخي عندما قال لي اعتبري جميع الناس مجانين وأنت الوحيدة العاقلة حتى تتجنبي الحوادث.


حلول وبدائل
ويتفق المهندس وائل باداوود مع الآراء السابقة لافتا إلى أن أغلب الحوادث في السير سببها العناد بين الناس في الشارع واستخدام الجوال اثناء القيادة، وأيضا هناك سبب آخر وهو عدم استخدام الإشارات يمينا ويسارا واشارة الاتجاهات اذ فجأة يأخذ الواحد منهم قراره بالذهاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار دون ان يعطي إشارة وبالتالي يصطدم بسيارة أخرى بالرغم من أن هناك حلولا وبدائل عديدة في خطوط الشوارع فإذا فاتته دخلة ما يستطيع ان يعوضها بدخلة أخرى، وأن يتأخر دقائق افضل من أن يعرض نفسه وغيره للخطر ويضطر بعدها أن يتعطل ساعات بسبب الحادث وأيضا يدفع مخالفات وتصليح سيارته وسيارة غيره، كما أن الجوال أصبح من “الملهيات” جدا في القيادة وكل الشكر للكاميرات التي ترصد الأشخاص المخالفين باستخدام الجوالات ونرى الكثير من الأشخاص يسير في الشارع والسيارة ليست على خط مستقيم بل تترنح ما بين اليمين واليسار وفورا يكون السبب هو أنه مشغول في الجوال ولا يركز في طريقه سواء كان يقرأ رسالة أو يصور سناب شات أو غيره.

فن وموهبة
وقال المواطن عماد السبحي أتمنى أن تشمل كاميرات الرصد كل الطرق حتى الشوارع الفرعية لرصد الأشخاص الذين يتعدون غيرهم ويتسببون في حوادث أو ذعر الآخرين بسبب العناد والتسلط كما الكاميرات المتخصصة لرصد مخالفات استخدام الجوال، بالإضافة إلى محاسبتهم عن طريق فرض غرامة مالية حتى لا يتكرر ذلك مرة أخرى ولكن في الواقع بالرغم من أن هذه الحوادث وتلك المخالفات نعايشها يوميا، لا نستطيع تربية وتعليم كل من يقود سيارة في الشارع، مع العلم أن القيادة فن وذوق وموهبة وليست استعراض عضلات.

الأدوات اللاصقة
وتقول أروى أبو نمي موظفة في احدى الشركات الخاصة: جميعنا نتشارك في شارع واحد ولذلك لابد أن نراعي بعضنا أثناء السير بالسيارة حتى لانعرض أنفسنا للحوادث أو الخطر ، فأغلب الحوادث التي نتعرض لها أثناء قيادة السيارة بالفعل هي بسبب استخدام الجوال و نبرر ذلك بأن أغلب الناس اليوم يستخدمون الخرائط للوصول إلى وجهاتهم ولكن هناك طرق عديدة وحديثة لتجنب أخذ مخالفة لاستخدام الجوال وهي على سبيل المثال استخدام الأجهزة والأدوات اللاصقة الخاصة بالجوال التي تلصق على طبلون السيارة لتثبيت الجوال مع السماعات اللاسلكية حتى لا يتشتت الانتباه أثناء القيادة وهذا هو الدارج لأغلب السائقين، كما أنه بالرغم من أن هناك فئة من الرجال يجعلون الأولوية في السير للمرأة وإفساح الطريق لها ويسهلون عليها مهمة القيادة في الشارع ، إلا أن هناك أشخاصا يتسببون بالحوادث وبسبب العناد كونه يريد ان يتعدى أيا كان في طريقه ويسبقه دون ان يراعي غيره.

إحصائية ومعلومات
حرصاً على السلامة العامة، وحفاظاً على الأرواح، وتوعيةً لقائدي وقائدات المركبات بمخاطر الانشغال عن القيادة باستخدام الجوال وغيره، أطلقت لجنة التوعية الوطنية بالسلامة المرورية في العام الماضي 2019 الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر استخدام الجوال وعدم التركيز أثناء القيادة، بمشاركة مجموعة من الجهات الحكومية. وقد كشفت إحصائية سابقة في عام 1439هـ، أن 460 حالة وفاة تسبَّب فيها العبث بالجوال وعدم التركيز أثناء القيادة، إضافة إلى عشر وفيات أسبوعياً، و456 حادثاً مرورياً يومياً.

ومن خلال الموقع الإلكتروني للإدارة العامة للمرور رصدت (البلاد) اهم المخالفات المرورية التي تسببت في حوادث وغرامات ماليه وهي تتمثل في:
غرامة مالية تتراوح بين 150 ريالا إلى 300 ريال لـعدم استخدام إشارة الانعطاف عند التحول لليمين أو إلى اليسار أو التجاوز أو تغيير المسار، أو الرجوع إلى الخلف في الطريق العام لمسافة تزيد على عشرين مترا.
إساءة استعمال منبه المركبة، عدم ترك السائق مسافة كافية بين مركبته والمركبة التي أمامه تسمح له بتفادي وقوع حادث.
قيام السائق بتخطي أرتال المركبات أمام إشارات المرور أو نقاط الضبط الأمني باستخدام كتف الطريق أو المسار المخصص للانعطاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *