الدولية

إيران تخرق «النووي» و«تضخم الفساد» للهيمنة على العراق

البلاد – رضا سلامة

فيما قطع وزير الدفاع البريطاني بن والاس بأن إيران خرقت الاتفاق النووي، مؤكداً دعم بلاده للسعودية في مواجهة التهديد الإيراني عبر ذراعها الحوثي، حذر مسؤولون أمريكيون من اقتراب طهران من امتلاك التكنولوجيا والمواد اللازمة لصنع سلاح نووي، وكشف تقرير عن الوسائل المُخربة التي انتهجتها إيران للهيمنة على العراق عبر فوضى الميليشيات والفساد، متوقعاً فشل مخططها في النهاية، مشيراً إلى أن اختناق إيران الاقتصادي سيحجم نفوذها ووكلائها في المنطقة.

وأقر بن والاس في مقابلة إعلامية، بأن إيران خرقت الاتفاق النووي المبرم في 2015، داعياً طهران إلى الالتزام بتعهداتها من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن الإيرانيين يستخدمون الحروب الإلكترونية لتهديد الملاحة البحرية في الخليج، كما شدد على أهمية التصدي لهذا الخطر، مؤكداً مساندة بريطانيا للسعودية في التصدي لتهديدات إيران وذراعها الحوثي، لافتاً إلى أن علاقات الرياض ولندن عميقة وطويلة.
وفي سياق رصد تجاوزات إيران النووية، كشف مسؤولون في الإدارة الأمريكية عن اقتراب إيران بشكل غير مسبوق من مرحلة إنتاج السلاح النووي، بينما يتوقع الخبراء النوويون أن إيران الآن على بعد 3.5 أشهر فقط من “وقت الاختراق”، مما يشير إلى مدى اقتراب البلاد من امتلاك التكنولوجيا والمواد اللازمة لصنع سلاح نووي، كما أن لديها الآن الوقود اللازم لصنع قنبلتين منفصلتين.

وقال المسؤولون الأمريكيون في تقرير نشرته صحيفة “واشنطن فري بيكون” المختصة بالأمن القومي، إن الولايات المتحدة لديها دليل على تخزين إيران لليورانيوم المخصب، المكون الرئيسي لصنع سلاح نووي، في انتهاك مباشر للقيود الدولية المفروضة على استخدام طهران للمواد الانشطارية.

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يسلط الضوء على انتهاك إيران الخطير لالتزاماتها بموجب الاتفاق الإيراني، الذي دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء حاسم لاستعادة عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وفق آلية الزناد “سناب باك”، مشدداً على مواصلة واشنطن ضغطها على طهران لمنعها من الوصول إلى امتلاك سلاح نووي، بالإضافة إلى إجبارها على التخلي عن أنشطتها المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة.
وفي إطار مخططات إيران الخبيثة في العراق، رصد تقرير لمشروع “رصد التهديد الإيراني” (ITMP) التابع لمركز “ميمري” للرصد الإعلامي، لجوء طهران إلى عدد من الوسائل للهيمنة على العراق، عبر تحويله إلى دولة فاشلة من خلال الإضرار بالاقتصاد والأمن القومي للبلاد.

وقال التقرير إن إيران عملت على تضخيم حجم الفساد السياسي في العراق، من خلال اتباع استراتيجية طويلة المدى، تهدف إلى السيطرة وجعل البلاد خاضعة لنفوذ وأوامر طهران، موضحًا أن العراق أصبح بعد 2003، ضحية لزعزعة الاستقرار السياسي المتعمد والاستغلال الاقتصادي من خلال توجيه إيران وكلائها، من أحزاب سياسية وميليشيات، لتنفيذ المخطط بالتنسيق الكامل مع الحرس الثوري.

وتوقع التقرير فشل المخطط الإيراني في العراق، حيث توجد اختلافات جذرية بين التوجهات السياسية في كلا البلدين، لافتًا إلى أن أغلبية المجتمع في وسط وجنوب العراق أعلن رفض التدخلات الإيرانية خلال الانتفاضة التي انطلقت في نهاية العام الماضي، كما أن باقي المكونات تتبنى الموقف ذاته. وخلص التقرير إلى أن اختناق إيران الاقتصادي سيقلص الدعم المالي الذي تقدمه للميليشيات الموالية، وسيحجم نفوذها وعدوانها وإرهاب وكلائها في المنطقة.
ولتحجيم سلاح مليشيات إيران، أكدت العمليات المشتركة في العراق، أنها لن تتهاون مع الانفلات الأمني وانتشار السلاح الخارج عن سلطة الدولة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء العراقية أمس، عن المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، قائلاً: “قيادة العمليات المشتركة نفذت عمليات أمنية في بغداد والبصرة. العمليات الأمنية جاءت من أجل حصر السلاح بيد الدولة فضلاً عن فرض هيبة الدولة والقانون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *