اجتماعية مقالات الكتاب

ممكن سؤال؟

ما هو شعورك لو قال لك أحدهم أن جهاز التلفاز الذي في منزله تعطل أثناء مشاهدته لبرنامجه المفضل، وعندما قرر أن يذهب لإصلاحه توجه به فوراً إلى أخصائي الأشعة الذي يعمل في أشهر مستشفيات مدينته ليحُل مشكلته ؟!

نعم ؛ هي أحداث خيالية ! ولكن البعض يقومون بعمل تصرف مشابه لتصرف صاحب التلفاز بشكل متكرر وبصور متنوعة ومتفاوتة، ومن دون أن يشعروا بذات الشعور الذي شعرت به وأن تقرأ تلك القصة الخيالية ؛ بل إنهم سعداء أيضاً !
إنك عندما تقوم بالسؤال عن شيء ما يخصك دون أن تتأكد من مدى أهلية المسؤول للإجابة عن سؤالك ويكون اعتمادك على مدى إعجابك بشخصيته أو مكانته الاجتماعية فتلك إشكالية تقود إلى العديد من الإشكاليات الأخرى.

فعندما تغيب الأهلية في الاختيار، ويوجه السؤال لمن يعرف كل شيء عن هذا الكوكب بل والكواكب المجاورة تكون الكارثة ! وكم من استشارة كانت سبباً في إنهاء علاقة إنسانية ؛ أو الحكم على مشروع ناجح بالفشل قبل أن يبدأ.

وهنا يجب أن ندرك أن فكرة الشخص المؤهل لا ترتبط بالشهادات العلمية ؛ بقدر ارتباطها بمفهوم الوعي والإدراك التام لدى الفرد ؛ علاوة على استبعاد مبدأ الشمولية التامة ؛ والإيمان بأن التميز في مجال لا يعني بالضرورة التميز في غيره.

كما أن سؤال شخص واحد قد لا يكفي أحياناً في بعض الأمور، فقد نحتاج إلى معرفة أكثر من رأي حول ما نسأل عنه، إضافة إلى أن بعد سماعنا إلى كل الآراء يجب أن نحللها ونستنتج منها ما قد يتناسب مع الحالة التي نعيش تفاصيلها.

حقاً احرصوا على أن لا تستشروا سوى من تثقون أنهم أهل لذلك، واحذروا أن تغريكم زيف المسميات والمظاهر، وإن كنتم في مقام المستشار ؛ فلا تترددوا في أن تقولوا لا نعلم لما تجهلون ؛ وتذكروا دائماً أن الاستشارة أمانة.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *