متابعات

الكمامة والتباعد .. شرطان لتطويق كورونا نهائيا

جدة ـ ياسر بن يوسف

أصبح مشهد الكمامة من السيناريوهات اليومية للجميع لأنها أحد العوامل المساعدة للوقاية من كورونا بشرط الإلتزام بغسل الإيدي وعدم لمس الوجه ولأن كورونا يجتاح العالم هذه الأيام بوتيرة متصاعدة فإن استخدام الكمامة والتي أصبحت الزامية في المملكة والتباعد الإجتماعي من الشروط الهامة لتطويق كورونا نهائيا.
( البلاد ) التقت عددا من المختصين والذين اكدوا أهمية استخدام الكمامة وعدم التهاون بها فضلا عن ضرورة التباعد الجسدي واخذ الاحتياطات عند زيارة المسنين من الآباء والأمهات وتعويد الأطفال على ارتداء الكمامة ومع تنفيذ الإجراءات الإحترازية الاخرى المتمثلة في غسل الأيدي بالماء والصابون واستخدام المعقمات في حال كان الإنسان خارج منزله.

وفي هذا السياق أوضح استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور مروان محمد في تصريحات إنه مع التدابير الاحترازية والتقيد بالاشتراطات الصحية وتطبيق التباعد الجسدي وارتداء الكمامة سينتهي نشاط فيروس كورونا.
ولفت إلى أن التوسع في الكشف أو ما يعرف بالمسح النشط في دول العالم أسهم بشكل فعال في رصد الحالات الإيجابية التي لم تظهر عليها الأعراض ، وهذا يساعد كثيراً في حجر الحالة مبكراً وعدم دخولها في مضاعفات خطرة ، لذا فإن خير نصيحة هي التزام البيت وعدم الخروج إلا للضرورة ، أما كبار السن والأطفال فيفضل عدم خروجهم نهائياً حفاظاً على سلامة صحتهم، لافتا إلى أنه مع التدابير الإحترازية والوعي المجتمعي سوف يضعف الفيروس تدريجياً ويصل إلى مرحلة الخمول والتلاشي.

وسائل السلامة
من جانبه يقول إستشاري الاطفال الدكتور نصرالدين الشريف ، الكمامة تحمي كثيراً من دخول الفيروس إلى الجهاز التنفسي العلوي ، وارتداء الكمامة ضروري لتجنب اكتساب اي عدوى يكون مصدرها خارج المنزل ، ولكن مع أهمية هذه الكمامة لا يمكن التقليل من الإجراءات الوقائية الأخرى وهي التباعد الإجتماعي والعزل المنزلي. ولفت إلى أنه مع ظروف كورونا المستجد فإن إتخاذ جميع وسائل السلامة الصحية والتدابير الوقائية أمر مطلوب لمنع زحف الفيروس ، فمن وجهة نظري أن العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي مهمان ايضاً في تفادي التعرض لفيروس كورونا.

تحديات الفيروس
من جانبه يقول استشاري الطب النفسي الدكتور ابوبكر باناعمة: لابد أن يدرك كل فرد في المجتمع أن تحديات كورونا مازالت مستمرة ، فتفاعل المجتمع كان إيجابيًا وملموساً منذ انتشار الفيروس وهو ما يدعو كل فرد في المجتمع أن يكرس دوره في مواجهة كورونا من خلال التقيد بتطبيق الإشتراطات الصحية.
ونوه أن كل ما هو مطلوب من افراد المجتمع هو أن يتفاعل ايجاباً مع هذه المرحلة بروح الأمل والتفاؤل والصبر والايمان بالله فهو القادر على رفع البلاء والوباء من العالم.


اتباع النصائح
من ناحيته قال استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية الدكتور أمجد الخولي ، في ظل استمرار جائحة كورونا انصح جميع افراد المجتمع باتباع النصائح التي تنص على ارتداء القناع الواقي وغسل الأيدي باستمرار وآداب العطس والسعال ، تجنب السباحة في حمامات عامّة إلا إذا توافرت أسباب التباعد الجسدي أو في حمّام سباحة خاص.
وبين أن التباعد الجسدي يقينا من أمراض أخرى تنتقل عبر التلاقي الجسدي وتلامس الأيدي، وليس فقط فيروس كورونا ، وبالطبع من الصعب استمرار التباعد الجسدي إلى ما لا نهاية، ولكن، يجب مراعاته بقدر المستطاع وكجزء أساسي من سلوكياتنا المستقبلية ، فخلاصة القول اتمنى أن تستمر بعض العادات الجيدة كغسيل الأيدي وآداب العطس والسعال والتباعد الجسدي ، إذ أن الجائحة ستظل معنا لشهور إن لم يكن لسنوات حتى نجد لقاحا فعّالا متوفرا في جميع دول العالم.

وخلص الى القول ، إن إمكانية إصابة أي شخص بالمرض تكون مرتبطة بسلوكياته وكلما التزم بسلوكيات غسيل الأيدي وآداب السعال وتجنب مخالطة أشخاص عليهم أعراض تقل فرصة الإصابة بالمرض بصرف النظر عن العمر والحالة الصحية.
وفي حالة الإصابة يتطور الموضوع إلى مضاعفات شديدة قد تتطور إلى الوفاة- لا سمح الله – ووجود مناعة لدى الشخص هي التي تتحكم بالمضاعفات، والمناعة تتأثر بالسن فكلما تقدم السن تقل المناعة، وتتأثر بالأمراض المزمنة مثل السكري والسرطان والقلب ، وفيما يتعلق بالأمراض الموسمية، وخاصة الحساسية، قد تكون الأعراض شديدة ولكن نسب الشفاء بينهم عالية ولكن لا يتطور الموضوع إلى درجة الوفاة.

اشتراطات صحية
وفي السياق نصح ‏استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر الالتزام بالتباعد الجسدي على مسافة 2 متر عن أي شخص مع ارتداء الكمامة الطبية وغسل اليدين بصورة دورية.
واكد أن اتباع نصائح وزارة الصحة وتنفيذ الاشتراطات الصحية كفيل باذن الله في تطويق ومحاصرة كورونا ، داعياً افراد المجتمع باستقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها الرسمية.

زوال الأعراض
أما الاستاذ بجامعة الدمام سابقا وأستاذ بجامعة عين شمس الدكتور كمال حسن قال إجراءات الوقاية الاحترازية من فيروس كورونا في ضوء ما تشهده البلاد العربية من اتخاذ الإجراءات الاحترازية لتجنب انتشار فيروس كورونا داخل المنشآت والجهات الحكومية وحرصاً على سلامة وأمن واستقرار العاملين بجميع الجهات، فمن الضروري اتخاذ ما يلزم من إجراءات وتدابير وقائية استباقية لضمان استمرارية العمل.
وأضاف إذا ظهر لدى أحد العاملين أي من أعراض البرد مثل الحمى، السعال، احتقان بالحنجرة، الألم بالعظام، برجاء عدم التوجه إلى مقر العمل والتوجه إلى أقرب مستشفى أو طبيب للكشف والحصول على إجازة مرضية والبقاء بالمنزل حتى زوال الاعراض إذا استلزم الامر. على أن يتم إرسال نسخة الإلكترونية من الشهادة الطبية لأي من فريق عمل إدارة الموارد البشرية. في حالة ظهور أعراض على أي من العاملين أثناء تواجده في العمل سيتم إعطاءه ماسك على الفور وعرضه على طبيب الجهاز وإعطاءه أجازه مرضية إذا لزم الامر. ولن يسمح له بالعودة إلا بعد زوال الاعراض تماما وانتهاء الاجازة المرضية.

المسافة الآمنة
أخصائي طب الأطفال الدكتور أحمد زيدان أوضح أن هناك دراسات كثيرة تشير إلى أن ترك مسافة آمنة يقلل من احتمال انتشار الفيروس. ففي دراسة لمجلة لانسيت الطبية أن ترك مسافة متر واحد يقلل احتمال الإصابة بنسبة 2.6 في المئة بينما ترك مسافة مترين يقلل نسبة الإصابة بنسبة 50 في المئة. في حين تشير تقارير علمية أن ارتداء كمامة الوجه يجعل فرصة الإصابة بفيروس كورونا تنخفض الي 3 في المئة فقط. حيث تشير الدلائل الحالية إلي أن طرق الانتشار الأكثر شيوعا لفيروس كورونا تكون عن طريق قطيرات الرذاذ وخاصة عندما يسعل الناس وتنتقل العدوي من خلال دخول القطيرات إلي العينين أو الأنف أو الفم مباشرة أو عن طريق الأسطح الملوثة. لذلك التباعد والكمامات من أهم وسائل الوقاية من كورونا وان كانت لا تمنع الإصابة بنسبة 100 % .

إجراءات إحترازية
واتفقت أخصائية النساء والتوليد الدكتورة إيمان محمد عبد العزيز ان الاجراءات الاحترازية التي اخذتها الدولة وقامت في تنفيذها هي لمصلحة الجميع وبالذات عدم الخروج من المنزل والتباعد المتمثل بترك مسافة آمنة بين كل شخص وآخر مع لبس الكمامات وذلك لتطويق الفايرس، لان فايروس كورونا يصيب الرئتين وتظهر أعراض رئيسية هي الحمي والسعال الجاف المستمر وقد يستمر السعال لفترة طويلة وقد يؤدي إلي ضيق في التنفس أو شعور بالاختناق. ويشعر المصاب بحمي وصداع فضلا عن فقد حاسة الشم.وبينت ان الامر يستغرق خمسة أيام في المتوسط حتي يبدأ ظهور الاعراض ويتعافى معظم الناس من المرض دون الحاجه إلى علاج 80 %.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *