البلاد – عمر رأفت
اتهمت أحزاب المعارضة التركية، الرئيس أردوغان بشن حملات ترهيب ضد الأحزاب والأصوات المنددة بتدخله في ليبيا، عبر اتهامه لها بالخيانة والإرهاب، لدفعها للسكوت أو تحييد مواقفها تجاه ممارساته هناك.
واعتبر نائب رئيس حزب المعارضة الرئيسي “الشعب الجمهوري” للشؤون الخارجية أونال تشيفيكوز، أن موقف حزبه من التدخل التركي في ليبيا “خجول”. وقال “لا يمكننا معارضة أردوغان بقوّة، فهو بكل سهولة يتهمنا بالإرهاب والخيانة، لذلك نحن حذرين من موقفنا تجاه ما يجري في ليبيا ونتيجة ذلك نعمل بهدوء وحذر شديدين”.
وتتخذ أحزاب المعارضة التركية موقفا مخالفا لسياسات أردوغان حول تدخله في ليبيا ودعمه لميليشيات حكومة الوفاق في مواجهة الجيش الوطني الليبي، وإرساله السلاح والمرتزقة إلى هناك، مما يشعل الصراع ويقوض المساعي لوقف إطلاق النار والتدخلات الخارجية والتصعيد العسكري واستئناف الحوار للتسوية السياسية للأزمة.
في السياق ذاته قال المتحدث باسم ثاني أكبر حزب معارض “الشعوب الديمقراطي” للشؤون الخارجية هشيار اوزسوي، إن “حزبنا صوت في البرلمان ضد إرسال عناصر الجيش التركي إلى ليبيا ويرفض التدخل العسكري باعتباره لا يساعد في بناء السلام وإنما يزيد من حدة المعارك والخلافات السياسية”، مضيفا “كان يمكن لتركيا أن تلعب دورا فاعلًا في إيجاد حلٍ سلمي للنزاع الليبي من خلال محاولتها توحيد الأطراف المتحاربة، لكنها للأسف تركز بشكلٍ أساسي على هدفٍ وحيد وهو فرض هيمنتها الإقليمية في ليبيا وتسعى لذلك من خلال التصعيد العسكري”.
ولفت إلى أن “أولى خطوات حلّ النزاع الليبي تكمن في مغادرة وانسحاب القوات الأجنبية بما فيها التركية، وترك المجال للشعب الليبي لحلّ خلافاته من خلال المفاوضات والحوار، وهو أمر يجب أن يحصل في سوريا أيضا”، لافتا إلى حملة قمع تشنها السلطات التركية ضد منتقدي التدخل في ليبيا وسوريا، تتضمن توجيه اتهامات الخيانة والإرهاب، ما يمثل سيفا مسلطا على رقاب المعارضين.
وفي الداخل الليبي، يبدو أن الخلافات بدأت تدب بين المليشيات المنضوية تحت قوات حكومة الوفاق، حيث وصل الأمر إلى حد تصفية بعض الشخصيات القيادية لبعضها في صراع على النفوذ.
وطبقا لمصدر عسكري، فإن خلافات عدة نشبت بين الميليشيات التي دخلت لمواقع الجيش الليبي السابقة، بعضها حول أماكن تواجد كل منها، وأخرى حول بعض الممتلكات العامة والخاصة التي تم نهبها.
وأوضح الضابط في أمن طرابلس، محمود بن شتوان، أن مواجهات نشبت بين ميليشيات الـ30 وغنيوة “الأمن المركزي” حول من يقوم بتأمين مستودع الوقود في طريق المطار، نتج عنها تبادل لإطلاق النار، أسفر عن 7 قتلى من الطرفين.
