حوار

هيام يونس لـ«البلاد »: البحّة الحزينة أيقونة نجاحاتي

جدة ــ صالح سالم

حينما يأتي ذكر هيام يونس تطل في الذاكرة مشاهد الزمن الجميل وملامح الشاشة بالابيض والاسود وهيام يونس ليست مطربة تمتلك بحة آسرة وانما هي ايضا ممثلة عاصرت كبار النجوم وقد ولدت يونس في بلدة تنورين بلبنان ،وظهرت موهبتها عندما شاركت وأختها (نزهة) في الفيلم المصري (قلبي على ولدي) حينما اكتشفهما المخرج (هنري بركات) وهي بنت الخامسة من عمرها بعد وساطة من المنتجة (آسيا). كما شاركت كممثلة مجددا في الفيلم اللبناني (إلى أين) عام 1957 والذي شارك في نفس العام في مهرجان (كان) السينمائي. ابتعدت بعدها عن السينما فاكتفت بالغناء.

من أشهر أغانيها “تعلق قلبي” و”رمت الفؤاد مليحة عذراء” و”دُق أبواب الناس” و”سافر يا حبيبي وارجع”، شكلت مع عبده موسى ثنائيا ناجحاً. وهي الأخت الصغرى للفنانة الاستعراضية نزهة يونس.
” البلاد ” حاورتها عن حياتها ماضيها ومستقبلها، الفن العشق الذي بداخلها لن يموت واخذناها إلى جانب الصبا في البيت والمدرسة والجامعة لتحكي لنا روعة من طفولة الريف اللبناني الذي ترعرت فيه واحتضنها حتى أصبحت من الفنانات المعروفات في الوطن العربي، من البحر إلى البحر وقالت ان البحة الحزينة نبرات صوتها بمثابة ايقونة نجاحاتها وتعلق ذائقة الجمهور بها

• كيف كنت في البيت حدثينا عن دلالك بين أقرانك:
•• تُخبرُني أمي ، أنني منذ سنّ الثالثة ، كُنتُ أحفظ بسرعة عجيبة الأغاني التي أسمعها من الراديو في البيت ، وحالا أروح أغنّيها وأنا أركض فرحة في المنزل. وكلّ زوارنا لا بُدّ أن أسمعهم غنائي ، وكان ظرف الطفولة الفنية المُبكّر يعطيني عند الجميع ، دهشة الموهبة الغنائية الكامنة في ضلوعي ، والمرح واللثغة الطفولية المُحَبّبة جعلتا مني طفلةً مُدَلّلة عند الأهل ، تغنّي دومآ وتمرح وتتحدّث كالكبار وسريعة البديهة تروي النُكات التي تحفظها.هذه هي طفولتي ما قبل سنّ الأربع سنوات حيث كُنتُ قد بدأت الغناء كمحترفة صغيرة ، أدهش الناس أمري.

• في المدرسة كيف كنت تتعاملي مع زميلاتك؟.
•• كما تُعامِل الصديقة المُحِبٌة صديقاتها ، ندرس عند بَعضنا البعض ، ونترافق سويّة في نزهات المدرسة، وغالبا نساعد بَعضنا في حلّ المسائل الحسابية .ونجمع من العلم والتعليم شغف من رغُبَّ فيه استطاع الخوض بكل جدارة كيف كانت هيام يونس.
والله لا أغالي كنت مُجتهدة جداً ، لا أرضى إِلَّا بالأولى في صفي ،ويوم يكون ترتيبي الثانية بسبب ضعفي في مادة الحساب ، كنت لا أتوقّف عن البكاء ، مقهورة مصدومة.أما عن الغياب ، لم أكن أغيب إلاّ في حالة واحدة بسبب مشاركتي للبرنامج الإذاعي الصباحي في الإذاعة اللبنانية المشهور جدا آنذاك ،” بيفرجها ألله. فأعود إلى المدرسة متأخرّة قليلا، وتكون الإدارة قد استمعت إليه بالكامل معجبة جدا من طرافته والمواضيع العائلية المهمة التي كان يعالجها .وكانت الإدارة تعذرني ،لأنني كنت متفوّقة في دروسي ، ولانهم يعلمون أنني مطربة ونجمة صغيرة، وغير البرنامج الإذاعي ، كنت أكثر الطالبات التزاما بالحضور. كُنتُ متألّقة بكل ما يمتُ للغة العربية بصلة. القراءة والإنشاء وحفظ الشعر ( كنت وأنا في السابعة من عمري ) أحفظ ألفي بيت شعر.وكلما زارنا في المنزل أديب أو شاعر اتبارى معه “بسوق عكاظ”.

الفن السعودي
• من خلال حرصك على الحضور للمملكة. كيف ترين الفن السعودي؟
•• الفنّ السعودي ، انا منه ومعه وفيه ، انا قطعة مما غنّيته سحابة عُمري ، حتى لُقّبتُ في الشرق “بالمطربة السعودية “. وأحمد الله على أنني كُنتُ ، المطربة ، غير السعودية ، الوحيدة التي غزتْ الشرق بأغنياتها السعودية المئتين والخمسين، واليوم ارى الفن السعودي إنه قدري الأحبّ . وهو الآن بنظري يتمتّع بالحظوة والاهتمام
وقد غنّيت لمعظم كبار الشعراء والملحنين السعوديين ، حتى أصبحوا لي الأهل الكرام. وعلى رأسهم مع حفظ الألقاب طارق عبد الحكيم وطلال مداح رحمهم الله ، وغازي علي ، جميل محمود عبادي الجوهر، وحسن اسكندراني، وغيرهم كُثُر.

حراك المهرجانات
• هل الحراك الفني العربي شجع هيام يونس للعودة من جديد؟.
•• أنا لا زلتُ على الساحة الغنائية العربية . ولم أترك أبداً الغناء لأعود إليه . لا زلتُ والحمد لله بنشاطي الغنائي المعهود، وآخرها مهرجان ” الحمّامات الدولي ” العام الماضي 2018 الذي اعتُبر من أنجح المهرجانات العشر سنوات الأخيرة، فحضوري مازال متواجدا.

سيناريوهات التكريم
كيف ترين بادرة هيئة الترفية في تكريم الفنانين الحاليين أو من رحلوا؟
هيئة الترفيه مشكورة في بادرة تكريم الفنانين . العرب واتمنى أن يتم تكريم جميع الفنانين الذين اثروا في الذائقة وشكلوا الوعي الجمعي لعشاق الطرب وبفضل الله ما ما زالت اغنياتي ترددها الذائقة السعودية.
وقبل ختام حوارنا القصير الممتع معها أفصحت لنا عن حلمها الذي لم يتحقق بأن تكون معلّمة أطفال .إلى جانب أنها مطربة عربية تحمل رسالة فنّ عريق وبنّاء ، وقالت فنّ يبني أوطانا ويهذّب المشاعر ويحميها ، لأن الفنون الراقية هي جسر عابر للعالم ، بالحق والخير والجمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *