اجتماعية مقالات الكتاب

كورونا وفلاسفة الزمن!!

من أسوأ ما خرج علينا في ظل تفشي جائحة كورونا هم دكاترة وفلاسفة إصلاح المجتمع، فمع حالة الحجر المنزلي أصبح يعاني البعض من حالة فراغ غير عادية حولت الكثيرين لخبراء إستراتيجيين باستطاعتهم رسم خارطة الحرب العالمية الثالثة من المنزل، وأطباء بإمكانهم صرف روشتة علاجية لدواء المرضي دون سابق خبرة أو تخصص، وخبراء في إدارة المجتمعات وهو بالأساس لا يستطيعون إدارة شؤون منزلهم!

وما يزيد من حالة الإشمئزاز عندما تخرج علينا يومياً مقاطع مفلسة لا قيمة لها تمتلئ بالسخافة والإبتذال لبعض المهرجين الباحثين عن الشهرة علي حساب أي شيئ حتي وإن كان كرامته أو سمعته أو إنتهاك حرمة بيته.

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مع الحجر المنزلي، مواقع لفضح العقل الإجتماعي للناس وطرق تعاملهم مع الأزمات، وكشفت الوجه الخفي لكل شخص في تحمل المسؤولية الإجتماعية تجاه وطنه.

كان من الممكن أن يظهر الجانب المشرق للعقول تلك الفترة عن طريق الإستفادة من أصحاب الخبرات الحقيقية، واستثمار الوقت في القراءة والإطلاع والتعلم وتطوير النفس، والسماح لإنطلاق أصحاب الحكمة والأقلام الأنيقة التي تنشر ثقافة الوعي والرقي لا الإبتذال والتفاهة.

لكن الفرصة لم تسمح لهم بالخروج للنور، بعد أن انطفأت الأسماء المميزة، وسطع بدلاً منها أسماء شخصيات وهمية كل رصيدها الذي يميزها في المجتمع هو عدد المتابعين لها، دون الإلتفات لما يكتب هؤلاء.
انتصار الجمال حتي وإن كان متأخراً أفضل بكثير من أن يستمر القبح الذي استبدل كل جميل بكل ما لا قيمة له !!
Nevenabbas88@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *